"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
كشفت شبكة "سي إن إن" تفاصيل جديدة عن اللقاء "الهادئ" الذي جمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، يوم السبت تحت قبة الفاتيكان، مشيرة إلى أن "الصدفة والدبلوماسية" أدتا إلى عقد اللقاء داخل كاتدرائية القديس بطرس.
وذكرت "سي إن إن" أن "تصادماً ملحوظاً بين الدبلوماسية والمصادفة دُبِّر بهدوء من كلا الجانبين في لحظة حاسمة من الحرب التي استمرت ثلاث سنوات"، وفقا لما نقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين مطَّلعين.
وداخل صحن كاتدرائية القديس بطرس الشاهق يوم السبت، انقطع صمت قادة العالم الذين قدموا احترامهم للبابا فرنسيس الراحل لفترة وجيزة بفعل نشاط محموم في زاوية منعزلة بالقرب من أبواب المدخل.
واندفع رجال يرتدون أردية سوداء بكراسي حمراء، وحامت فرقة من عملاء الخدمة السرية الأمريكية، متأهبين، من بعيد. أما الشخصيات البارزة المارة، فقد انزوت في المشهد.
وفي محاولة جاهدة لإلقاء نظرة خاطفة على ما يحدث، رأى الزوار مشهداً لافتاً: ترامب، متكئاً على ركبتيه مع نظيره زيلينسكي، في أول لقاء وجهاً لوجه لهما منذ انتهاء خلاف المكتب البيضاوي المشتعل بطرد الأوكراني من البيت الأبيض قبل 57 يوماً.
وراء الكواليس، كان المسؤولون الأوروبيون يشجعون على عقد اجتماع بين الرجلين لأيام، على أمل أن يُؤتي اجتماع شخصيٌ في روما ثماره في لحظة عصيبة من المفاوضات لإنهاء الحرب.
وكان انتقاد ترامب بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الأقوى حتى الآن، وأثار أملاً جديداً في أوكرانيا وخارجها بأن الزعيم الأمريكي قد يتبنى نهجاً مختلفاً في التعامل مع صراع وعد سابقاً بإنهائه في اليوم الأول من رئاسته.
ورغم رمزية لقاء الفاتيكان - محادثات السلام داخل الجدران الرخامية حيث دعا البابا فرنسيس ذات مرة إلى السلام، لم يكن واضحا بعد ذلك ما إذا كان قد تغير أي شيء في جهود إنهاء الحرب.
كان اجتماعاً لم يكن من المؤكد أن أياً من الجانبين كان يعلم بانعقاده، وقد حرص المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون على عدم الإعلان عن أي توقعات مسبقاً.
وفي طريقه إلى روما يوم الجمعة، أشار ترامب إلى أنه لن يكون لديه وقت لعقد اجتماعات مطولة، وتساءل عما إذا كان من المناسب الانخراط في السياسة الخارجية مع تكريم البابا الراحل فرانسيس.
في اليوم التالي، وبينما كان ترامب وزيلينسكي يتجولان في المبنى داخل الفاتيكان في الوقت نفسه، لم يكن من الواضح لمن يتابعون تطورات اللقاء ما إذا كانا سيجلسان بالفعل لإجراء محادثات.
لكن مسؤولي الفاتيكان سارعوا إلى التعبئة، وجلبوا ثلاثة كراسي إلى زاوية من كاتدرائية القديس بطرس، حيث يمكن عزل ترامب وزيلينسكي عن زملائهما من قادة العالم والتحدث على انفراد.
قال مصدر مطلع إن الكرسي الثالث كان مخصصاً في الأصل لمترجم، سعياً منه لدرء التكهنات بأنه ربما كان مخصصاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استقبل ترامب وزيلينسكي في الدقائق التي سبقت بدء الاجتماع.
وكان ماكرون من بين القادة الذين كانوا يأملون في أن يتمكن ترامب وزيلينسكي من التحدث مباشرة في روما. ولكن عندما حان وقت جلوسهما، انصرف ماكرون بعد تبادل الكلمات مع ترامب، تاركاً الزعيمين الأمريكي والأوكراني يتحدثان مباشرة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، الذي كان في روما، لقناة فوكس نيوز: "كان مصمماً على التحدث مع زيلينسكي وجهاً لوجه والحديث عن كيفية إنهاء أكبر حرب برية في أوروبا". وأضاف "يجب أن يرغب كلا الجانبين في ذلك".
في ظل غياب مساعديه، لا تزال التفاصيل الدقيقة لما ناقشه الرجلان تحت لوحة ضخمة لمعمودية المسيح سرية. ولم تُقدم سوى قراءات سريعة بعد ذلك.
ولكن بعد يوم واحد، أخبر ترامب الصحفيين أن زيلينسكي طلب منه المزيد من الأسلحة، وهو أمر وصفه بأنه أمر معتاد، وقال إنهم ناقشوا بإيجاز قضية شبه جزيرة القرم، شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014، والتي ستعترف بها الولايات المتحدة كروسية بموجب اقتراح سلام أمريكي.
ولو اعترض زيلينسكي على هذا التنازل، لبدا ترامب غير متأثر.
وقال يوم الأحد: "لا أعرف كيف يُمكنك إثارة مسألة القرم. لقد مرّ وقت طويل".
وأصبحت جهود ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا مصدر إحباط كبير مع اقترابه من يومه الـ100 في منصبه. وأخبر مستشاريه أن التوسط لإنهاء الصراع أصعب مما توقع.
ولا يزال بعض مستشاري ترامب قلقين من إضاعة وقتهم في محاولة حل صراع لم يُظهر أي بوادر انحسار تُذكر. وقد صرّح ترامب نفسه يوم الأحد بأنه "متفاجئ وخائب الأمل" من شنّ روسيا هجوماً صاروخياً على كييف أثناء سير المحادثات، وتساءل عما إذا كان بوتين "يستغله" في هذا السياق.