رأى خبراء أن روسيا تمهد لمفاوضات أمريكية إيرانية، قد تحمي طهران من التعرض لضربات عسكرية، ويكون الابتعاد عن تحالفات مع الصين فيها "كلمة السر".
وأشار الخبراء إلى أن "أسهم هذه المعادلة تتصاعد عبر خطوط اتصال بين موسكو وإدارة الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، لاسيما في ظل وضع الأخير، المواجهة الإستراتيجية عسكرياً وتجارياً وسيبرانياً مع الصين في صدارة عمله الرئاسي، الأمر الذي لا يتطلب تقديم إيران كورقة رابحة لبكين".
ويأتي ذلك، في الوقت الذي من المنتظر أن يجري فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة، محادثات في روسيا.
ويقول الخبير المختص في الشأن الإيراني محمد المذحجي، إن "الخيار العسكري مطروح للتعامل مع الملف النووي الإيراني من جانب إدارة ترامب، لكنه ليس الخيار الأول".
وقال المذحجي لـ"إرم نيوز" إن "زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو ، تأتي لبحث انضمام إيران إلى مشروع روسيا ممر الشمال الذي يربط الاقتصاد الروسي بالهندي واقتصاديات أخرى بالشرق الأوسط ويقطع الطريق على مشروع الحزام والطريق الصيني، وفي حال حدوث توافق بين موسكو وطهران، فإن ترامب لن يكون لديه مشكلة مع هذا التوافق الذي سيكون مضرّا بمصالح تجارية للصين"، وفق قراءته.
وأضاف المذحجي أن "إتمام هذه المعادلة بين موسكو وطهران، سينعكس بالإيجاب على مفاوضات أمريكية إيرانية جارية في الوقت الحالي عبر وساطات متعددة منها اليابانية، للتوصل إلى صيغة تُرضي واشنطن أو تل أبيب لوضع إطار عام ينهي الشكوك والتعقيدات حول نشاط إيران النووي".
ورأى المذحجي، أن "هناك خياراً آخر أمام إيران، وهو تفعيل اتفاقية الشراكة الإستراتيجية لفترة 25 عاماً بين طهران وبكين، وفي هذه الحالة سيكون هناك عمل عسكري ضد إيران تقوده أمريكا مع إسرائيل".
وأضاف أن "الأمر متعلق في نهاية المطاف بكيفية تعامل إيران مع الصين، إن ذهبت باتجاه بكين سيكون التصعيد ضدها، وإذا قررت التوافق مع روسيا سيكون هناك تفاهم بينها وبين الولايات المتحدة في ظل ولاية ترامب المنتظرة".
وبدوره، يرى الخبير في العلاقات الدولية أصلان الحوري، أن "إسرائيل تتمسك بتوجيه ضربات عسكرية لمواقع نووية وعسكرية إيرانية، وسيتم ممارسة ضغوط كبيرة على إدارة ترامب، من أجل استهداف يغير شكل المشروع النووي الإيراني، ويبدد المخاوف من عمل طهران على امتلاك سلاح نووي".
وأضاف الحوري لـ"إرم نيوز"، أن "تل أبيب لن تتنازل خاصة مع ولاية ترامب عن ما تحقق من جهد بذلته إسرائيل في الفترة الماضية، حتى تعيد إيران إلى حدودها بعد أن أنزلت ضربات قاسية بنفوذها و أذرعها في لبنان وسوريا".
واعتبر أن "موسكو ترى جانباً إيجابياً في تراجع نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما ستعمل روسيا على استغلاله في ضمها لمسار يساهم في ربط طريق الشمال الذي تغري روسيا من خلاله ترامب بشكل كبير، حتى يكون هناك عرقلة لمشروع الحزام والطريق الصيني، الذي له أبعاد في استمرار الهيمنة التجارية للصين".
ولفت الحوري، إلى أن "عدم جذب بكين لإيران في هذا المشروع، لا يعطي الفاعلية الكاملة للمسار التجاري الصيني، وذلك في وقت يضع فيه ترامب التركيز الأكبر على تحقيق نقاط حاسمة في الحرب التجارية بين الصين وأمريكا".