منذ فرار الرئيس السابق أندريه راجولينا، استولى العقيد ميخائيل راندريانيرينا على السلطة، ليصبح الرئيس المؤقت لمدغشقر في 17 أكتوبر/تشرين الأول، مُعلناً عن "إعادة تأسيس الجمهورية".
وللحفاظ على استقراره السياسي، أحاط نفسه بشبكة من الضباط والسياسيين ورجال الأعمال الموثوق بهم، لتشكيل حكومة مدنية عسكرية تُراعي مصالح الشركاء الأجانب، لكنها بعيدة عن تطلعات جيل الشباب الذي يطالب بالتغيير، بحسب مجلة "جون أفريك".
شبكة موثوقة من الضباط والسياسيين
يعتبر راندريانيرينا أول رئيس من جنوب مدغشقر، نشأ في قرية صغيرة قرب أمبوفومبي، وعمل سابقًا رئيساً إدارياً للمنطقة وقاد كتيبة مشاة في توليارا.
ومن بين حلفائه الرئيسيين؛ العقيد مانانتيناسوا مارسيلين زافيتاسوندري رانيلسون، وهو مسؤول العلاقات المؤسسية في الرئاسة، تربطه صلات قوية بالجنوب وسبق أن شغل منصب رئيس منطقة أتسيمو-أندريفانا ومفتشاً في القوات المسلحة.
إضافة إلى العقيد لوسيان راباريمانانا، الذي يقود تطوير قاعدة توليارا لمشروع أمريكي للمعادن الأرضية النادرة، ويُدمج المشروع ضمن الاستراتيجية الدولية لتقليل اعتماد الولايات المتحدة على الصين.
والعقيد تييري رامباناريفو سولوفونيانا، الذي يتولى ملف الدفاع والأمن القومي، ويقود جهود مكافحة انعدام الأمن في القرى الجنوبية وإدارة الشراكات العسكرية مع الدول الأجنبية.
بالإضافة إلى اللفتنانت كولونيل جيرفايس أندريامياريسوا، مسؤول حقيبة الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، ويشرف على شركة المياه والكهرباء الوطنية والتعليم العالي، مع التركيز على معالجة احتجاجات الطلاب ضد النظام السابق.
كذلك تضم الشبكة السياسية رجالاً بارزين مثل هاجو أندريانياريفيلو، وهو سياسي مخضرم يمتلك نفوذاً إعلامياً وسياسياً، وسيتيني راندرياناسولونيايكو، عضو البرلمان ورئيس الجمعية الوطنية، الذي يضغط على ملفات الطاقة والتعدين ويُنظر إليه كمرشح محتمل للرئاسة.
العمود الفقري للنظام
يشكل الجيش والدرك دعامة أساسية للسلطة الجديدة؛ فالجنرال إيلي رازافيتومبو، تولّى وزارة الدفاع، ويخطط لتحديث القوات المسلحة وإنشاء قواعد بحرية استراتيجية، ويستمد شعبيته من خلفيته العائلية المرموقة في توليار.
وليليسون رينيه دي رولاند، حاكم منطقة صوفيا ووزير التنمية الإقليمية، كان حلقة وصل بين الجيش والمتمردين خلال ثورة 11 أكتوبر، وقاد عمليات سابقة لمكافحة قطاع الطرق، مثيرة للجدل بسبب استخدام القوة المفرطة.
هذه الهياكل العسكرية والسياسية مكنت راندريانيرينا من ترسيخ سيطرته بسرعة، مع الاعتماد على حلفاء موثوقين تربطهم به علاقات طويلة الأمد، ويستفيد النظام من شبكة معقدة تجمع بين القوة العسكرية والخبرة السياسية والإدارية.
تحديات السلطة والجيل الجديد
على الرغم من تماسك هذه الشبكة، تواجه السلطة الجديدة تحديات كبيرة؛ حيث ترفض فئات من الشباب والمجتمع المدني الرضوخ للنظام، مطالبين بإصلاحات حقيقية ومشاركة أكبر في صنع القرار.
ويطرح قادة المعارضة، مثل الرئيس السابق راجولينا وحلفائه، احتمالات التنافس السياسي المستقبلي، ما يشير إلى أن الاستقرار الحالي هشّ ويعتمد على ولاء القوات الموثوقة والنخبة السياسية المحيطة براندريانيرينا.
بينما يواصل "العقيد مايكل" تعزيز شبكة ولائه وتوسيع نفوذه، يبقى السؤال المركزي: هل يمكن لهذا النظام أن يوازن بين مطالب المجتمع المدني وتطلعات الجيل الجديد، وبين الحفاظ على سيطرته المطلقة في ظل مستقبل سياسي غير مستقر؟