ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
وضع خبراء في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، مجموعة من الأسباب التي دفعت إيران لإشهار الوثائق السرية الخاصة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، رغم أن حديث طهران عن وجود هذه الأوراق في حوزتها، قائم منذ فترة.
وتصدرت تلك الأسباب، بحسب خبراء في حديثهم لـ"إرم نيوز"، أن حديث طهران عن وقوع تلك الوثائق في يدها يرجع إلى خروج رجل الأعمال إيلون ماسك من البيت الأبيض وخلافه مع الرئيس دونالد ترامب، في ظل وضعه الأسس التفاوضية بين واشنطن وطهران على خلفية لقاء الملياردير الأمريكي في شهر شباط/ نوفمبر 2024 مع وفد إيراني في الأمم المتحدة.
وأوضحوا أن ماسك دفع بالمفاوضات مع إيران في ظل رهانه على مصالح اقتصادية مستقبلية مع طهران، طامحًا في عقد صفقات بعد إبرام الاتفاق النووي.
وقالت طهران مؤخرًا، إن أجهزة الاستخبارات الإيرانية استولت على أرشيف ضخم من الوثائق، التي تحتوي على معلومات نووية إسرائيلية، بما في ذلك خطط ومعلومات حول منشآت نووية في تل أبيب، ووصفت طهران العملية بأنها "ضربة موجعة" لإسرائيل.
وكشفت وكالة تسنيم" الإيرانية، أن العملية نفذت على ما يبدو عبر الجاسوسين الإسرائيليين روي مزراحي وألموغ أتياس، وهما إسرائيليان يبلغان من العمر 25 عامًا، اتهما مؤخرًا بالتجسس لصالح إيران.
ويرى الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، أن هذه الوثائق الإسرائيلية الحساسة التي تتعلق بالمنشآت النووية الإسرائيلية والتي أعلنت طهران أنها بحوزتها، ليست بجديدة، ولكن خروجها يتعلق بضرورة التعامل بها في هذا التوقيت الحاسم لمفاوضاتها حول الاتفاق النووي مع واشنطن، في ظل تمسك ترامب بعدم السماح بالتخصيب داخل إيران، في حين أن الأخيرة تريد ذلك ولكن ليس أمامها خيارات أخرى.
وأضاف الحيدري لـ"إرم نيوز" أن وضع هذه الوثائق على الطاولة التفاوضية مع واشنطن يحمل اعتبارًا آخر يتعلق بخروج الملياردير الأمريكي إيلون ماسك من البيت الأبيض بعلاقات سيئة مع ترامب، بعد أن كان هو من التقى بالوفد الإيراني بالأمم المتحدة منذ 6 أشهر، ووضَع أسسًا تفاوضية في ظل رهانه على مصالح اقتصادية مستقبلية مع طهران طامحًا في عقد صفقات في إيران بعد إبرام الاتفاق؛ ما يعني أن الرجل الذي يؤمن بالمفاوضات مع إيران خرج من ساحة الحكم بالولايات المتحدة.
وأشار إلى أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى قرب توجيه ضربة لإيران إذا رفضت التفاوض بحسب الإرادة والرغبة الأمريكية، وكذلك ترامب هدد بهذا الخيار في ظل إعلان تل أبيب استعدادها لضرب المنشآت النووية الإيرانية، ليكون العمل من جانب طهران بهذه الوثائق كورقة في هذا التوقيت.
واستكمل الحيدري أنه من المتوقع أن يكون هناك جولات للتفاوض الأسبوع القادم ليكون استخدام طهران لهذه الوثائق في ظل عملها بـ"التقية السياسية" في محاولة للتعامل مع الشروط "المذلة" على حد وصفه، والتي تعتبر أصعب كثيرًا مع ترامب.
من جانبه، يقول الخبير في العلاقات الدولية ناصر عمر، إن في صدارة الإعلان عن هذه الوثائق وإعادة التذكير بها، بضع رسائل من طهران إلى تل أبيب حتى لو كان جانبٌ منها "بروباجندا".
وأضاف عمر لـ"إرم نيوز"، أن من بين هذه الرسائل أنها تخترق تل أبيب من الداخل، وأن ما تتباهى به الأجهزة الإسرائيلية بتوجيه ضربات استخباراتية لطهران هو حاضر أيضًا في يد أجهزة إيران، ولكن يستخدم في وقته المناسب وبالشكل الذي يخدمها على الطاولة.
وبين أن هناك رسالة أخرى في غاية الأهمية تكون لواشنطن قبل تل أبيب بأنها تمتلك بنك معلومات مهمّا يتعلق بمنشآت ومراكز خاصة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، وأن أي استهداف ضمن تهديدات تل أبيب بضرب منشآت نووية إيرانية سيكون الرد حاضرًا نحو منشآتها هي الأخرى.
وأوضح أن الرهان على هذه الوثائق قائم، ولكن من المؤكد أن إخراجها لها في ظل ما هو معلوم عن أنها بحوزتها منذ فترة سيكون له عدة استخدامات، سواء على مستوى المفاوضات بين واشنطن وطهران حول اتفاق نووي في ظل رفض إدارة ترامب تخصيب إيران لليورانيوم، ليكون ذلك ورقة ضغط على الجانب الأمريكي تخص حليفه "الإسرائيلي" من جهة.
وختم قائلًا، ومن جهة أخرى، سيكون هناك استخدام لهذه الوثائق في ظل الاتهامات الأخيرة التي حملها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران حول تنفيذ أنشطة سرية ضمن برنامجها النووي، وأنها قامت بتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم، في ظل عدم وجود رقابة أو متابعة للمنشآت النووية الإسرائيلية.
ويرجح "عمر" أن الغرف الجانبية للمفاوضات بين الجانبين والتي تشهد تبادل الأوراق، تحمل أوجه خلاف لا تعود إلى نقطة الصفر بالجولات الخمس التي جرت في ظل انتظار السادسة، وهي لا تتعلق بتخصيب اليورانيوم بشكل مباشر ولكنها تخص قضايا مرهونة بما بعد الاتفاق، منها العلاقات الاقتصادية والتواجد الاستثماري الأمريكي في إيران.