مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية أن كوبنهاغن قررت عدم المضي قدمًا في اقتناء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "باراك إم إكس"، الذي تطوره شركة إسرائيل لصناعات الطيران (IAI)، وذلك بعد توصية من قيادة الدفاع الدنماركية بضرورة استكشاف "مبادرات أخرى ذات قوة قتالية فورية أكبر".
وقالت الوزارة في بيانٍ رسمي، إن الدنمارك ستبحث عن "قدرات توفر قوة قتالية فورية أكبر"، في خطوة تعكس سعي كوبنهاغن لمواجهة التحديات الجوية الراهنة، خصوصًا بعد سلسلة من التسللات بواسطة الطائرات المسيّرة فوق منشآت عسكرية دنماركية.
وكانت منظومة "باراك إم إكس" من بين الخيارات المطروحة لتلبية الاحتياجات العاجلة للدفاع الجوي، لكن الصفقة أثارت جدلاً سياسيًّا داخليًّا واسعًا؛ إذ عارضها بعض النواب، فيما رأى آخرون أنها تشكل حلََّا مؤقتًا حتى يصبح نظام Eurosam SAMP/T متاحًا في 2028، وفق ما أوردت هيئة البث الدنماركية في مطلع أكتوبر.
وفي سبتمبر 2025، اختارت كوبنهاغن نظام SAMP/T للدفاع بعيد المدى، وأعلنت أنها تفكر بين "نظام واحد أو أكثر" من بين NASAMS النرويجي، IRIS-T الألماني، وVL MICA الفرنسي لتغطية احتياجات الدفاع متوسطة المدى.
وكشفت مصادر أن منظومة "باراك إم إكس" هي منظومة متكاملة للدفاع الجوي والصاروخي، قادرة على مواجهة مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية المتقدمة، ويتميز النظام بقدرة "القضاء اللين" على الطائرات المسيّرة، وكان يُتوقع أن يتم تسليمه إلى الدنمارك بحلول صيف 2026.
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، أثبت النظام فعاليته، وهو ما اعتبره بعض الخبراء خيارًا استراتيجيًّا ذكيًّا للدنمارك، ويأتي النظام مع صواريخ اعتراضية مختلفة تغطي نطاقات قصيرة (15 كلم)، متوسطة (35 كلم)، طويلة (70 كلم)، وطويلة جدًّا (150 كلم)؛ ما يمنحه مرونة كبيرة في مواجهة تهديدات متعددة.
وحتى الآن، تعد سلوفاكيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي أقرت رسميًّا استخدام نظام "باراك إم إكس"، بعد موافقتها على صفقة بقيمة 560 مليون يورو في ديسمبر 2024.
ويرى الخبراء أن قرار الدنمارك بالابتعاد عن النظام الإسرائيلي يعكس استراتيجية واضحة للتركيز على خيارات توفر قوة قتالية مباشرة وفورية، في وقت يشهد الدفاع الجوي الأوروبي تحولات متسارعة لمواجهة تهديدات جديدة ومتطورة في الأجواء الإقليمية.