logo
العالم

الأرجنتين تقترب من اليسار.. ميلي يخسر الناخبين ويهدد "رئاسته القصيرة"

خافيير ميليالمصدر: رويترز

 في اللحظات الأخيرة قبل انتخابات التجديد النصفي الحاسمة يوم غد الأحد، يواجه الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، أكبر تحدٍّ في مسيرته السياسية القصيرة.

وبعد عامين من توليه السلطة، أصبحت سياساته الليبرالية الجذرية، التي وعدت بـ"معجزة اقتصادية"، مصدر غضب واسع بين الطبقة المتوسطة والعاملة، اللواتي كن عماد انتصاره في 2023.  

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأرجنتيني خافيير ميلي

ترامب تحت الضغط.. مليارات لإنقاذ الأرجنتين تفجر جدلا حول شعار "أمريكا أولا"

ووفق تقرير لوكالة "بلومبرغ"، فإن ميلي مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها، حيث يصل معدل الرفض إلى 60% وفقاً لاستطلاعات حديثة، يخشى أن يفقد السيطرة على الكونغرس، مما يحول رئاسته إلى "بطة عرجاء" عاجزة عن إقرار الإصلاحات. 

لكن الأسوأ، هو صعود أكسل كيسيلوف كبديل يساري قوي لانتخابات 2027، مما يهدد بإنهاء تجربة ميلي قبل أن تبدأ، فالتخفيضات الحادة في الإنفاق العام، التي شملت فصل 50 ألف موظف حكومي وإلغاء الدعم عن الطاقة والنقل، أثّرت بشدة على حياة الملايين.

وكان خفض التضخم من 300% إلى 2% شهرياً إنجازًا، لكنّه لم يمنع انخفاض القدرة الشرائية للأجور، التي ارتفعت بنسبة 1% فقط شهرياً. في وسط بوينس آيرس، يقول لويس سانتوس، بواب في حي شعبي، إنه "صوّت لميلي واعداً بتغيير، لكن اليوم أشعر بالخيانة".

 ولا تزال البطالة فوق 7%، والاستثمارات الأجنبية تتدفق ببطء، مما يعزز الشعور بالإحباط، كما أن فضائح الفساد المتتالية، بما في ذلك تورط أخته كارينا ميلي في صفقات مشبوهة، أضعفت صورته كـ"منقذ"، وأثارت احتجاجات عنيفة في الشوارع.

وعشية الانتخابات، التي تجدد نصف المقاعد في غرفة النواب وثلث مجلس الشيوخ، يحتاج ائتلاف ميلي إلى أكثر من 34% من الأصوات ليحافظ على أمل في إقرار تخفيضات ضريبية وإصلاحات عمالية.

لكنه، بعد هزيمة مذلة في بوينس آيرس في سبتمبر الماضي (34% مقابل 47% للبيرونيين)، يواجه شكوكاً كبيرة، إذ  تشير الاستطلاعات إلى تراجع دعمه بين الشباب، الذين كانوا يدعمونه بحماس في 2023، وارتفاع شعبية اليسار. 

قلق المستقبل

ورغم ذلك، فإن القلق الأكبر لميلي يكمن في المستقبل، تحديداً من أكسل كيسيلوف، حاكم بوينس آيرس البالغ 53 عاماً، الذي يبرز كالمرشح الأبرز للبيرونيين في 2027. مع شواربه الجانبية الشبيهة بشعر إلفيس وخطاب جريء، يقدم نفسه كنقيض لميلي: مناصر لسيطرة الدولة، الإنفاق الاجتماعي، والتأميمات. 

وانتصار كيسيلوف الأخير في الانتخابات الإقليمية، بفارق 14 نقطة، عزز موقعه كـ"الرجل المخيف" بين المستثمرين، وفقًا لراميرو بلازكيز من مجموعة ستونيكس.

وبينما يراه السياسيون "المرشح الطبيعي" لليسار الموحد، خاصة بعد خلافاته مع كريستينا كيرشنر، مما يجعله جسراً للوسط، إلا أن صعود كيسيلوف يسلط الضوء على إخفاق ميلي الأكبر، وعجزه عن بناء إجماع وطني حول إصلاحاته. 

يقول بنيامين جيدان، أستاذ في جامعة جونز هوبكنز: "ميلي فشل في إقناع الناس، فأصبح البديل له برنامجاً معاكساً"، ففي بوينس آيرس، حيث يعيش 40% من الناخبين، أصبح كيسيلوف رمزاً للعودة إلى "الدولة الاجتماعية"، مستغلاً الغضب من صفقات الديون الخارجية مع ترامب والصين. 

وكانت حزمة الإنقاذ الأمريكية بـ20 مليار دولار، التي وقّعها ميلي مع سكوت بيسنت، وزير الخزانة، أثارت غضباَ: "هذه الأموال لا تصل إلى العمال"، يقول سانتوس، مشيراً إلى متحف الديون الأرجنتيني كتذكير تاريخي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC