logo
العالم

ترامب تحت الضغط.. مليارات لإنقاذ الأرجنتين تفجر جدلا حول شعار "أمريكا أولا"

الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأرجنتيني خافيير ميليالمصدر: Thedailybeast

وضع قرار ضخ عشرات المليارات لإنقاذ اقتصاد الأرجنتين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة قاعدته الشعبوية الغاضبة، وسط اتهامات بأن إجراءه فضح التناقض بين شعارات "أمريكا أولًا" وممارساته الواقعية التي تصب في مصلحة  حلفائه الأيديولوجيين لا مواطنيه.

أخبار ذات علاقة

واشنطن تتعهد بدعم الاقتصاد الأرجنتيني

خافيير ميلِي وترامب.. "زواج مصلحة" على أنقاض الاقتصاد الأرجنتيني

ووسط وابل من الانتقادات الداخلية، يجد ترامب نفسه في مأزق مع قاعدة مؤيديه بعد أن أعلن خططًا لإنقاذ الاقتصاد الأرجنتيني بمبالغ قد تصل إلى 40 مليار دولار، ودعم مباشر لقطاع الزراعة في البلاد. 

وكشفت مصادر أن إعلانات ترامب تشمل تسهيلات لاستيراد لحوم الأبقار الأرجنتينية، في محاولة لخفض أسعار اللحوم محليًّا، وذلك بعد تحرير صادرات الأرجنتين الزراعية التي أدت إلى ضخ كميات ضخمة من الصويا إلى الصين، التي توقفت عن شراء محصول الذرة الأمريكي بالكامل هذا العام. 

ووصف مزارعون أمريكيون في ولايات، مثل: نبراسكا وإلينوي قرار ترامب بأنه ضربة مزدوجة: خسارة أسواق الصويا وزيادة المنافسة على اللحوم، بينما تتكبد مزارعهم خسائر متزايدة بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وخافيير ميلي

الرئيسان المثيران للجدل.. ما سر "الكيمياء" بين ترامب وخافيير ميلي؟

وحتى النواب في الولايات غير الزراعية يشعرون بالاستياء، معتبرين أن إدارة الخزانة تخصص موارد كبيرة لإنقاذ اقتصاد أجنبي بينما يعاني المواطنون الأمريكيون من ارتفاع تكاليف المعيشة.

من جهتها وصفت النائبة مارجوري تايلور غرين هذه الحزمة بأنها "غير مقبولة"، متسائلة "كيف يمكن أن يكون إنقاذ بلد أجنبي أولوية تحت شعار "أمريكا أولاً"؟

تفاصيل الحزمة.. غموض كبير

ورغم الإعلان عن مبادرة تبادل عملة بقيمة 20 مليار دولار، تبقى التفاصيل غامضة؛ خصوصًا أن شروط التنفيذ، ومهلة تطبيق الحزمة، أو المدة التي ستستمر فيها، لا تزال طي الكتمان، بينما تسعى الإدارة أيضًا لتحفيز البنوك الخاصة على تقديم قرض إضافي بقيمة 20 مليار دولار مع ضمانات حكومية؛ ما يعني أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين قد تكون عرضة لمخاطر كبيرة.

ويرى الخبراء أن التدخل الأمريكي المباشر لم يسهم في إنعاش قيمة البيزو الأرجنتيني؛ إذ إنه وبعد اندفاعٍ أوّلي للسوق عقب إعلان الحزمة، عادت العملة الأرجنتينية إلى التراجع بصورة قياسية مقابل الدولار، فيما يعتمد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي على احتياطيات حكومية أجنبية، بما في ذلك من الصين للحفاظ على استقرار الاقتصاد؛ ما يعكس هشاشة النظام المالي الأرجنتيني.

 ويعتقد محللون أن "الترامبية" دخلت الآن في قلب السياسة الداخلية الأرجنتينية؛ فدعم واشنطن مشروط بنتائج الانتخابات المحلية، حيث قد يحدد نجاح ميلي في الاستحقاقات المقبلة استمرار الدعم الأمريكي؛ ما يعني أن أي إخفاق قد يقوض جهود إنقاذ الاقتصاد ويزيد المخاطر على العملة ويفاقم الديون، فيما يشير النقاد إلى أن هذه الخطوة تبدو توجهًا سياسيًّا أكثر من كونها اقتصادية بحتة.

وبينما يصف ترامب حزمة الإنقاذ بأنها دعم لحليف "إستراتيجي"، يراها أنصاره في قلب أمريكا صفعة لمبدأ "أمريكا أولاً"، وفيما تتصاعد الانتقادات، فإن هذه الأزمة كشفت توترًا داخليًّا حقيقيًّا في قاعدة ترامب، بين الولاء لحملته، والشعور بأن مصالح المواطن الأمريكي قد تم تجاهلها مقابل دعم أجندة أجنبية غير معلومة النتائج.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC