استعرض تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كيف أصبح الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، أحد الرؤساء المفضلين لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت أنه على الرغم من أن الرئيس الأرجنتيني ميلي قد لا يكون مُفيدًا للرئيس ترامب اقتصاديًا أو جيوسياسيًا، لكنه قادر على المساعدة في خوض غمار الحروب الثقافية.
وبحسب الصحيفة، زار الرئيس الأرجنتيني أمريكا 10 مرات منذُ توليه الرئاسة، وفي كل مرة تقريباً، يلتقي مع ترامب أو الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس ترامب أنه يُعيد صياغة السياسة الخارجية الأمريكية لتتمحور بشكل صارم حول ما هو صالح الولايات المتحدة، لكن ما قد يكون محيراً هو ترقية الأرجنتين إلى الصف الأمامي من حلفاء أمريكا.
وبحسب الصحيفة، كان الرئيس ميلي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الزعيمين العالميين الوحيدين على خشبة المسرح في حفل تنصيب ترامب، وذلك على الرغم من أن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، التي تعاني من ضائقة مزمنة ليست مهمة بشكل خاص كشريك اقتصادي أو جيوسياسي.
ويبدو أن الرئيس ميلي، وفقًا للصحيفة، أستطاع أن يُقدم للرئيس ترامب شيئًا يُعجبه أكثر؛ إذ أشاد ميلي بالرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا، ونشر صورًا مُعدّلة لهما وهما يحتضنان بعضهما.
وعلى حين أهدى ماسك منشارًا كهربائيًا مصنوعًا خصيصًا له، كان ميلي أول زعيم عالمي يزور ترامب بعد الانتخابات الأمريكية، حيث رقص حول منتجع مارالاغو، وقال للحشد: "اليوم أصبح العالم مكانًا أفضل بكثير".
وبينّت الصحيفة أن الرئيس ميلي ترجم إخلاصه إلى سياسة؛ فبعد أسابيع من إعلان الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، فعل ميلي الشيء نفسه مع الأرجنتين.
وبعد انسحاب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، أعلنت حكومة ميلي أنها تدرس القيام بذلك أيضًا؛ وكما أقال ميلي أول وزيرة خارجية له لأنها صوّتت في الأمم المتحدة، كما دأبت الأرجنتين دائمًا، ضد الحظر الأمريكي على كوبا.
وبعد أن بدأ ترامب بانتقاد أوكرانيا؛ وهي دولة دعمها ميلي بثبات لسنوات؛ امتنعت الأرجنتين عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة روسيا لغزوها، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وذكرت أن ميلي أصبح أيضًا من أعلى الأصوات في الحروب الثقافية، حيث قام بجولة عالمية من الخطابات لمهاجمة اليساريين والنسويات والمتحولين جنسيًا، وللإشادة بالرئيس ترامب باعتباره البطل الذي سينقذ الغرب من "أيديولوجية اليقظة"، على حد تعبير ميلي.
وأشار إلى أن ميلي، حتى الآن، قد يكون هو المستفيد الأكبر من الصداقة مع الرئيس ترامب؛ حيث تسعى الأرجنتين للحصول على قرض بقيمة 20 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
ويتوقع مسؤولون أرجنتينيون الحصول على دعم الرئيس ترامب؛ لأن واشنطن تمتلك الصوت الرئيسي في الصندوق الدولي، بصفتها أكبر مساهم فيه.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم تنامي تجارة الأرجنتين مع الصين في عهد ميلي، حيث لا تزال الصين التي تشتري فول الصويا والفضة ولحم البقر شريكًا تجاريًا أكبر من الولايات المتحدة.
ورجحت أن تكون أكبر مكافأة محتملة للولايات المتحدة هي مخزونات الأرجنتين الضخمة من المعادن الاستراتيجية، بما في ذلك الليثيوم، وهو مكون أساسي في البطاريات المتجددة.
وتُعدّ الشركات الأمريكية والصينية جهات فاعلة رئيسية في مناجم الليثيوم المتنامية في الأرجنتين، وتشتري شركة تيسلا، التي يديرها ماسك، الليثيوم الأرجنتيني لبطاريات سياراتها الكهربائية.