الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
يسعى وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، إلى تحويل حزبه اليميني الوسطي لقوة سياسية مؤثرة، قبل عامين من انتخابات رئاسية يُحتمل أن يخوضها سعيًا وراء حلم الجمهوريين بالعودة إلى الإليزيه.
ومن المتوقع أن يُنتخب ريتايو للترشح عن حزب الجمهوريين الفرنسي اليميني الوسطي، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2027، إذ سيكون التصويت متاحًا يوم السبت المقبل لـ 100 ألف من أعضاء الحزب.
ونقلت صحيفة "بوليتيكو"، عن مسؤول في الحملة الانتخابية الداخلية لريتايو: "لم نشهد هذا القدر من الحماسة منذ عهد الرئيس نيكولا ساركوزي".
ويعوّل أنصار الحزب اليميني الوسطي على ريتايو في تحدي مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني، ليصبح أقوى سياسي يميني في فرنسا، مع آمال كبيرة بأن يفوز بالرئاسة، ويستعيد إرث شارل ديغول.
تديّن وغموض
كاثوليكي متدين، وصاحب شخصية غامضة، ومحرّض كاريزمي يعد بإعادة فرنسا إلى "أمجادها القدمية"، ويميني يريد حماية "فتوحات الغرب العظيمة"، هذه بعض أوصاف ريتايو في الصحف الفرنسية.
والرجل البالغ من العمر 64 عامًا، قضى سنوات في المقاعد الخلفية في البرلمان، ويتخلى عن شخصيته المثقفة والباحثة في كل مرة يصعد فيها إلى المسرح كمناضل ثقافي متحمس، وليس من المستغرب إذًا أن يكون لديه سجل حافل في التمثيل والتنكر.
وعلى بعُد 300 كيلومتر جنوب غرب باريس نشأ ريتايو في منطقة فينديه، تحديدًا في بلدة شوليه الصغيرة، حيث هناك تعلّم فنون الاستعراض، وكان شغوفًا بركوب الخيل، ووقَع في غرام الريف الذي يحرص على زيارته حتى الآن بضع مرات في السنة.
تلقى تعليمه الابتدائي في المدارس الكاثوليكية الخاصة، ثم في المعهد العالي للعلوم السياسية "سيانس بو" بباريس، حيث تخصّص في الاقتصاد والإدارة، وهي كلها شؤون بعيدة عن السياسة، إلا أنَّ ريتايو كانت له حياة سياسية موازية، وهو ابن 17 عامًا فقط، عندما تعرّف إلى فيليب دو فيلييه، عندما كان يقدّم عرضًا مسرحيًّا.
عائلة أرستقراطية
وفيليب دي فيلييه، وهو سليل إحدى العائلات الأرستقراطية التي نجت من الثورة الفرنسية، وعندما تعرّف عليه ريتايو كان موظفًا حكوميًّا في منطقة فيندي الشرقية، قبل أن يصبح فيما بعد زعيم حزب "الحركة من أجل فرنسا"، وهو حزب ينتمي إلى تيار شعبوي يتسم بميل شديد إلى المحافظة الدينية المسيحية، ويرفع شعار الدفاع عن فرنسا التقليدية والتمسّك المتشدّد بالقيَم الوطنية والهوية السياسية والثقافية واللغوية.
تسلق ريتايو، المتزوج من طبيبة مدرسية ولديه 4 أطفال، المراتب حتى أصبح نائبًا للرئيس دو فيلييه وذراعه اليُمنى، وانتخب بضع مرات عضوًا في المجلس العام لإقليم الفنديه، وعضوًا في مجلس الشيوخ عن الإقليم عام 2004، ليكوّن الثنائي علاقة مهنية وسياسية وشخصية امتدت لعقود؛ ما أهّلهما للوصول إلى أعلى المناصب السياسية الفرنسية.
من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز ريتايو في سباق قيادة حزب الجمهوريين، وأن يدفع الحزب إلى عمق اليمين فيما يتعلق بقضايا الهجرة والحرب الثقافية. ومع ذلك، يقول التجمع الوطني المنافس إنه لا يعتبره تهديدًا عندما يحين وقت السباق إلى الإليزيه.