logo
العالم

نهاية "حلم الحكم الفردي".. كيف سيواجه ترامب مأزق أول إغلاق حكومي؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)

اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته في طريقها إلى مواجهة أول أزمة إغلاق حكومي بنهاية الشهر الحالي بعد فشل الشيوخ الجمهوريين في تأمين عدد الأصوات الكافية في الغرفة الثانية لتمرير حزمة الإنفاق الحكومي المؤقتة للأشهر الثلاثة المقبلة، بعد رفض الديمقراطيين التصويت عليها باستثناء صوت واحد من أصوات الأقلية الديمقراطية في المجلس ومعارضة جمهوريين آخرين لها.

واتهم ترامب الديمقراطيين بتعمد اختيارهم سياسة الإغلاق، مؤكداً أنه ومعه الجمهوريون فازوا في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهناك نتائج لذلك الفوز، وعلى الديمقراطيين تقبّل هذا الأمر الواقع.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

"الغارديان": ترامب يواجه تحديات متزايدة تهدد بتآكل قاعدته الانتخابية

عدم توافر النصاب القانوني الكفيل بتمرير حزمة الإنفاق ليس هو العائق الوحيد أمام الرئيس ترامب وشيوخ الأغلبية في الغرفة الثانية في مبنى الكابيتول، وإنما هناك سبب آخر يرتبط بأجندة المجلس، حيث لا توجد جلسات أخرى مبرمجة على جدول أعماله من هنا إلى غاية نهاية الشهر الحالي ومطلع شهر تشرين أول/ أكتوبر المقبل، وهو موعد نهاية الحزمة الحالية المصادق عليها وبداية موعد الإغلاق الحكومي المتوقع.

هذا السبب جعل من التصويت الإيجابي على مقترح الجمهوريين في مجلس الشيوخ في نهاية الأسبوع مسألة في غاية الدقة بالنسبة لحساباتهم، فيما اختلفت الحسابات السياسية للغرماء الديمقراطيين.

ترامب والعلاقة مع واشنطن.. نهاية شهر العسل

زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر اتهم الجمهوريين بالتصرف المنفرد في صياغة مقترح الحزمة المالية دون الالتفات إلى أية آراء لدى الجانب الديمقراطي بشأنها، وقال إن عليهم أن يتحمّلوا المسؤولية السياسية لفشل مقترحهم في الحصول على الأصوات المطلوبة في التصويت العام.

الجمهوريون كانوا قد نجحوا في تمرير المشروع بصيغته الأصلية أثناء التصويت عليه في الغرفة الأولى لتمتعهم بالأغلبية الكافية هناك، لكن هذا التصويت لن يكون مكتملاً إلا بمصادقة من قبل مجلس الشيوخ، وهو الأمر الذي لم يحصل عند عرض المشروع للتصويت.

ترامب في مواجهة حقيقة واشنطن

يقول عضو قيادي في الحزب الديمقراطي لـ"إرم نيوز"، إن فترة شهر العسل بالنسبة للرئيس ترامب وإدارته انقضت بمجرد مواجهة أول اختبار حقيقي على مستوى مجلس الشيوخ عندما تعلق الأمر بمقترح الإنفاق الحكومي المؤقت، وعلى ترامب، الآن، أن يدرك أنه لا يستطيع إدارة واشنطن من دون الشراكة مع الديمقراطيين.

ويوضح القيادي الديمقراطي أن نواب وشيوخ الحزب تجنبوا الخيار السيئ في جلسات التصويت على الحزمة المالية الأخيرة في المجلس، وتحملوا الانتقادات الواسعة من قبل قواعد الحزب لأنهم فضلوا تجنيب البلاد إغلاقاً حكومياً في وقت لم يكن مناسباً لتغليب الحسابات السياسية، لكنهم كانوا يأملون من خلال ذلك أن يُظهر الجمهوريون تقديراً كافياً لتلك المبادرة في المقترحات المالية اللاحقة، لكن هذا لم يحدث في المقترح الجديد.

ويقول القيادي إن الديمقراطيين وخلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، عندما كانوا الحزب الحاكم، عملوا على الأخذ بعين الاعتبار جميع مقترحات الجمهوريين في مقترحاتهم المالية، وكان الرئيس بايدن شخصياً يفضل اللقاءات المباشرة مع قيادات الجمهوريين في الكونغرس تجنباً لخيار الإغلاق الحكومي، وهو المسار الذي نجح فيه الرئيس جو بايدن، ولم تسجل البلاد خلال سنوات حكمه الأربعة أية حالة إغلاق، على الرغم من تلك الخلافات الجوهرية والمعقدة أحياناً التي طبعت مواقف الحزبين فيما يتعلق بأوجه وأساليب الإنفاق الحكومي.

الجمهوريون غاضبون

لم يقتصر الاستياء من موقف الديمقراطيين على تصريحات الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي، وإنما امتد الأمر إلى أعضاء الكونغرس، عندما أجمع النواب والشيوخ الجمهوريون على توجيه الاتهامات الصريحة للديمقراطيين بأنهم بصدد تغليب المصلحة السياسية في المرحلة الحالية، وعدم قبولهم بالواقع القائم كون الحزب الجمهوري هو الحزب الحاكم في المرحلة الحالية، وأن تصويت الأمريكيين الإيجابي على سياسات الحزب بالجملة في الكونغرس والرئاسة يحتم عليهم القبول بهذه التبعات التي تترتب عن اختيار الناخبين الأمريكيين.

ويقول قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز" إن قرب موعد انتخابات التجديد النصفي هو السبب في رغبة الديمقراطيين في تعطيل إدارة الرئيس ترامب وإظهارها بالضعف أمام الأمريكيين، ومحاولة ترسيخ صورة سلبية عنها في نظر الناخبين بأنها لا تتعاون بالصورة الكافية مع الديمقراطيين في الكونغرس، وأنها تريد ممارسة السلطة منفردة في مخالفة صريحة لتقاليد العمل السياسي في العاصمة واشنطن.

ويوضح القيادي الجمهوري أن "الوقت الضيق المتبقي لموعد دخول الإغلاق الحكومي حيز التنفيذ لن يسمح للجمهوريين بتجنب حدوثه"، داعياً الأمريكيين إلى تقبل حقيقة أن بعض أجزاء الحكومة الفيدرالية ستغلق مصالحها في نهاية الشهر الحالي، ولن تستأنف أعمالها إلا بعد توصل قيادات الحزبين إلى اتفاق بشأن أوجه الإنفاق الحكومي لفترة الأشهر الثلاثة المقبلة المتبقية لنهاية العام الحالي، وربما سيتم تمديد الفترة لستة أشهر مقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC