logo
العالم العربي

بعد إدانة كوشيب.. ملاحقة رموز نظام البشير تضيّق الخناق على البرهان

علي كوشيب خلال محاكمتهالمصدر: المحكمة الجنائية الدولية © ICC

ذكرت مصادر سودانية مطلعة أن إدانة المحكمة الجنائية الدولية للقائد السابق في ميليشيات الجنجويد علي كوشيب، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور، تمثل تطوراً مفصلياً يضيّق الخناق على قائد قوات بورتسودان عبد الفتاح البرهان، الذي يُتهم بالتستر على رموز نظام البشير وحماية المتورطين في جرائم مشابهة. 

وأوضحت المصادر لـ "إرم نيوز" أن الحكم ضد كوشيب أعاد فتح ملف النظام الإسلامي الذي قاد انقلاب 1989، وكشف مدى تورط البرهان في نهج الإفلات المستمر من العقاب، وسط توقعات بأن تؤدي هذه التطورات إلى محاصرته سياسياً ودولياً بعد تصاعد الضغوط والعقوبات الغربية.

إدانة شاملة

وقالت مصادر سياسية سودانية مقربة من الدعم السريع، إن إدانة علي عبد الرحمن كوشيب هي ليست إدانة لشخصه، بل إدانة لكل النظام الإسلامي الذي انقلب على السلطة الديموقراطية في 1989، وهي دليل على أنه مهما حاول "الإخوان" أن يتستروا على جرائمهم ويخفوا معالمها، فإن الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية من جرائم الحرب وإبادة جماعية لا تسقط بالتقادم، وإن طال الزمن أو قصر سيتم تسليم هؤلاء إلى العدالة الدولية.

وأضافت المصادر أن البرهان في مأزق حقيقي؛ لأن كل المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية الآن يجدون الحماية من سلطة البرهان غير الشرعية.

وأشارت إلى أن البرهان  لن يستطيع أن يسلمهم؛ لأنه إذا حاول فمن المحتمل أن يتعرض للاغتيال، فضلاً عن أن الحركة متغلغلة داخل مفاصل قوات بورتسودان وكل الأجهزة الحساسة، حتى على مستوى مكتب البرهان كما صرح  عبد الحي يوسف أحد قيادات الحركة الإخوانية.

أخبار ذات علاقة

 الناطق الرسمي باسم تحالف "قمم" عثمان عبد الرحمن سليمان

تحالف قمم لـ"إرم نيوز": لن نصمت أمام جرائم الحركة الإسلامية في السودان

 وأكدت المصادر أن العدالة الدولية الآن ليس لها آليات لتنفيذ القانون، ومن ثم سيستند البرهان على هذه الجزئية لتأمين نفسه؛ لأنه لا يتحرك خارج نطاق الإقليم أو خارج نطاق بعض الدول غير المصادقة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية في روما لذلك حالياً هو في مأمن.

وبيّنت أنه إذا سقطت سلطة البرهان سيكون أول الذين سيتم تسليمهم؛ لأنه أيضاً متهم بجرائم ارتكبها من 2003 إلى 2020 وبعدها حرب 15 أبريل.

وذكرت المصادر أن البرهان يواجه مأزقا حقيقيا بعد بيان الرباعية والعقوبات التي فرضت عليه وعلى ميليشيات البراء وكيكل.

تبادل أدوار

من جهته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية صلاح حسن جمعة، إن البرهان ومنذ استلامه قيادة قوات بورتسودان ما بعد الثورة كان استلامه مرتبا من قبل جماعة "الإخوان" في السودان، واختير البرهان لقيادة قوات بورتسودان ليقوم بهذه الأدوار لصالح الجماعة من انقلاب على الثورة إلى قيام الحرب وإخراجهم من السجون وإطلاق سراح بعضهم والاحتفاظ بالبعض الآخر.

وأضاف جمعة لـ"إرم نيوز" أن المأزق الحقيقي ليس في تسليم البشير إنما المأزق هو استمرار الحرب التي بسببها يموت المدنيون يومياً، واستمرار الانتهاكات بإدارة الجماعة نفسها المطلوبة للمحكمة الجنائية الدوليةـ ومن بينهم أحمد هارون الذي يدير غرف الحرب مع جماعة الإخوان وكتيبة البراء ويشرف عليها هو بنفسه، لذلك البرهان يأخذ الأوامر من جماعة "الإخوان" في السودان ليقوم بحمايتهم وهم من نصبوه داخل قوات بورتسودان.

وأكد جمعة، أن علي كوشيب ارتكب جرائم موثقة ومعلومة، لكنه كان أداة لجماعة "الإخوان"، وهو مأمور من أحمد هارون وعمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين وهم مطلوبون معه للمحكمة الجنائية، ولكنهم الآن أحرار ومحميون من سلطة البرهان.

أخبار ذات علاقة

نهاية أسطورة قائد "الجنجويد" بوقوعه في يد الجيش السوداني

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC