logo
العالم العربي

أورتاغوس في لبنان.. هل هو تحذير ما قبل "العاصفة" لحزب الله؟

أورتاغوس في لبنان.. هل هو تحذير ما قبل "العاصفة" لحزب الله؟
اجتماع عون وأورتاغوسالمصدر: رويترز
05 أبريل 2025، 9:04 م

أكد خبراء لبنانيون أن نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، حملت خلال زيارتها إلى العاصمة بيروت، التحذير الأخير المتعلق بضرورة عمل الدولة اللبنانية الرسمية على تنفيذ القرار 1701، بإنهاء أي وجود لحزب الله جنوب نهر الليطاني، ونزع سلاح الميليشيا اللبنانية.

وأوضح الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن الرؤساء الثلاثة في لبنان: رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، جهزوا واتفقوا على رد قُدِّم لأورتاغوس، مفاده أن نزع سلاح الميليشيا اللبنانية يخضع لحوار وطني لبناني، ويُطرح ضمن استراتيجية الدفاع الوطني.

أخبار ذات علاقة

اجتماع عون وأورتاغوس

الرئاسة اللبنانية: اجتماع عون والموفدة الأمريكية أورتاغوس "كان بنّاءً"

ويأتي ذلك في ظل مخاوف من حرب جديدة قد تشنّها إسرائيل على لبنان – بحسب الخبراء – تحت ذريعة نزع سلاح حزب الله، تكون بمثابة "عاصفة" تُكمل ما تبقى في البلاد، بعد عدوان إسرائيلي سابق دمّر مناطق وبنى تحتية، وقد يستكمل بغارات تصل إلى قلب العاصمة بيروت وتستهدف الضاحية الجنوبية.

وكانت الرئاسة اللبنانية قد وصفت الاجتماع الذي عقده رئيس البلاد مع مورغان أورتاغوس مؤخرًا بأنه كان "بنّاءً"، وبحث عدة ملفات، أبرزها الوضع في الجنوب اللبناني، والحدود اللبنانية-السورية، والإصلاحات المالية والاقتصادية لمكافحة الفساد.

ويؤكد المحلل السياسي اللبناني، علي حمادة، أن أورتاغوس جاءت إلى بيروت لتبلّغ رسالة صارمة من البيت الأبيض، بأن على لبنان إنجاز عدة أمور مقصّر فيها – بحسب رؤية إدارة ترامب – ولا سيما ما يتعلق بتنفيذ القرار 1701 جنوبي نهر الليطاني، أي في منطقة عمليات قوات اليونيفيل، والتي تُعنى بإنهاء أي وجود عسكري أو شبه عسكري لحزب الله ضمن هذا النطاق، وهو الأمر الذي لم يُنفَّذ حتى الآن.

ويُوضح حمادة، لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن ترى أن لبنان الرسمي متباطئ فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله، ويحاول التهرّب من مسؤوليته تجاه ذلك، ولا سيما أن المطلوب هو جدول أعمال زمني عملي وواضح يتضمّن موعد وكيفية نزع سلاح التنظيم من قبل السلطات على مستوى الأراضي اللبنانية.

وبيّن حمادة أن الرؤساء الثلاثة: عون، وسلام، وبري، جهزوا واتفقوا على رد للمسؤولة الأمريكية، مفاده أن هذا الأمر يخضع لحوار وطني لبناني، ويُطرح ضمن استراتيجية الدفاع الوطني، وهو ما يُعتبر غير مقبول دوليًّا، ولا أمريكيًّا، ولا عربيًّا أيضًا، ولا سيما بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل، إذ لن يقبل أي طرف بأن تبقى هناك "جزر أمنية مستقلة" قائمة على الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن الخيار الآخر الذي قد يحدث – للأسف – هو تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، تحت ذريعة أنه إذا لم تنزع الدولة اللبنانية السلاح، فإن تل أبيب جاهزة لذلك بطريقتها، لافتًا إلى أن الجانب الأمريكي قد يُدير ظهره للشرعية اللبنانية بشكل عام.

من جهته، يقول المختص في الشأن اللبناني، بلال رمزي، إن زيارة أورتاغوس تأتي في سياق زيادة الضغط على الحكومة اللبنانية وكافة الفرقاء السياسيين في لبنان لتنفيذ الوعود السابقة بشأن النزع الكلي لسلاح حزب الله وعزله سياسيًّا.

وأضاف رمزي، لـ"إرم نيوز"، أن اللغة التي استخدمتها أورتاغوس هذه المرة مع الساسة في بيروت كانت أكثر حزمًا وجفافًا، ولا سيما مع تشديدها على ضرورة نزع السلاح بشكل حقيقي.

خلال عرض عسكري لحزب الله

وأوضح أنه بالنظر إلى الخلفية السياسية لهذه المبعوثة، أورتاغوس، نجد أنها منحازة لـ"تل أبيب"، في ظل توجهات وارتباطات بإسرائيل، سواء هي أو زوجها، وهو ما انعكس في تسببها بإحراج مسؤولين لبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، وذلك عندما زارت القصر الجمهوري وهي ترتدي قلادة عليها "النجمة السداسية"، في تحدٍّ واضح للساسة والمسؤولين، بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وذكر رمزي أنه، بالرغم من هذا وذاك، فإن مقاربة ترامب للمسألة اللبنانية تختلف نوعًا ما عن أزمة غزة، حيث تربطه علاقات بالجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، التي أيّده جزء كبير منها في الانتخابات الأخيرة، فضلًا عن علاقة مصاهرة تربطه باللبنانيين. لذلك؛ فإن الرئيس الجمهوري يسعى إلى عدم ذهاب إسرائيل إلى عدوان جديد على لبنان، ويتعامل بشكل أكثر إيجابية مع الملف اللبناني مقارنة بالملف الفلسطيني.

وختم رمزي قائلًا، إن هناك قلقًا حقيقيًّا مما قد يجري في حال عدم استجابة لبنان، سواء عجزًا في التعامل مع حزب الله أو مراوغةً من الحزب تجاه المطالب الأمريكية الحازمة بشأن نزع سلاحه. لذلك؛ فإن هذه الزيارة تُعد تحذيرًا أخيرًا لكافة الفرقاء اللبنانيين، ومن المفترض والمرجو أن تتم الاستجابة لتلك المطالب لتجنيب لبنان حربًا دامية أخرى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC