logo
العالم العربي

"سيادة تدريجية".. لماذا وسع الجيش الإسرائيلي عملية "السور الحديدي"؟

"سيادة تدريجية".. لماذا وسع الجيش الإسرائيلي عملية "السور الحديدي"؟
من العملية العسكرية الإسرائيلية في طولكرم المصدر: رويترز
01 فبراير 2025، 9:57 م

يرى خبراء ومختصون عسكريون، أن توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية في مدينة طولكرم، يأتي في إطار 3 أهداف، منها تمهيد الطريق أمام فرض السيادة الإسرائيلية بشكل تدريجي على أجزاء من الضفة الغربية.

ومنذ دخول التهدئة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ قبل عدة أيام، وسع الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية وأطلق عملية "السور الحديدي"، والتي بدأت من مدينة جنين ومخيمها.

أخبار ذات علاقة

قوة إسرائيلية خلال اقتحام لطولكرم

على غرار جنين.. أهالي طولكرم يواجهون الدمار والنزوح (فيديو)

ووفق تقارير عبرية، فإن توسيع العملية العسكرية بالمدينة جاء للقضاء على الكتيبة التي حلت محل فصيل "عرين الأسود"، والتي جرى تأسيسها عام 2022، حيث تعمل الكتيبة الجديدة في قرى قريبة من مدينة جنين شمال الضفة.

وقالت القناة 12 العبرية، إن "كتيبة طولكرم شكلت صداعًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ ما حدا بالجيش الإسرائيلي لتوسعة السور الحديدي كضربة وقائية استباقية وشن حملة عسكرية طالت طولكرم إلى جانب جنين في الضفة".

وأوضحت القناة، أنه ووفق التقييم الإسرائيلي، فإن الكتيبة تضم أكثر من 100 فلسطيني مسلح في صفوفها، ينتمون لسن الشباب والمراهقة، وهم من سكان شمال الضفة الغربية، ونجحوا بإنشاء مركز قيادة ومراكز للمراقبة ومختبرات لمهاجمة أهداف إسرائيلية.

3 أهداف

وقال المحلل السياسي، علي السرطاوي، إن "توسيع العملية الإسرائيلية في طولكرم يأتي لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة"، مشيرًا إلى أن الهدف الأول يتمثل في خلق واقع جديد بالضفة على غرار ما حدث في قطاع غزة.

وأوضح السرطاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "الهدف الثاني يتمثل القضاء على المجموعات المسلحة خاصة الكتيبة الجديدة التي تحاول استنساخ تجربة مجموعة (عرين الأسود) التي ظهرت في نابلس قبل عدة سنوات، وكانت بمثابة مصدر قلق لإسرائيل".

والهدف الثالث، وفق المحلل السياسي، يتمثل في تمهيد الطريق أمام فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، وتحويل الدولة المستقبلية للفلسطينيين إلى مجموعة من الأراضي المتناثرة التي يصعب الربط بينها.

وأشار إلى أن "هذه الأهداف الثلاثة ستمكن إسرائيل من القضاء رسميًّا على القضية الفلسطينية، ومطالباتهم بمختلف الملفات"، مشددًا على أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون الدعم المطلق من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إشارة قوية

وقال المحلل السياسي، أيمن يوسف، إن "توسيع إسرائيل لعلمها العسكري في طولكرم يمثل خطوة وإشارة قوية على رغبته في إطلاق أكبر عملية عسكرية بمختلف مدن شمال الضفة"، مؤكدًا أن العملية ستشمل نابلس وقلقيلية.

وأوضح يوسف، لـ"إرم نيوز"، أنه "من المتوقع أن يتحرك الجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي نحو باقي مدن شمال الضفة الغربية، حيث يعمل بشكل متسلسل على ضرب قواعد المجموعات المسلحة في تلك المدن، وفرض واقع جديد".

وبين أن "إسرائيل تستفيد من اتفاق التهدئة الموقع مع حركة حماس من أجل العمل بحرية عسكرية دون أي معارضة من قبل الحركة أو تدخل المسلحين التابعين لها"، مشيرًا إلى أن إسرائيل نجحت في تحييد الحركة وجناحها المسلح عن القتال في الجبهات الأخرى.

وختم: "حماس معنية في الوقت الحالي بإبقاء حكمها لغزة، وبالتالي فإن ذلك سيعطي الجيش الإسرائيلي قوة أكبر للعمل عسكريًّا ضد المجموعات المسلحة غير الموالية للحركة"، مشددًا على أن الواقع الجديد لغزة والضفة سيعقد حل القضية الفلسطينية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC