لجأت حركة "حماس"، اليوم السبت، إلى تغيير ترتيبات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين من قطاع غزة، مقارنة بعمليات الإفراج السابقة، حيث كان الأمر أكثر انضباطاً من العملية الأخيرة.
وكانت إسرائيل قد قدمت للوسطاء اعتراضات حادة على طريقة تسليم الرهائن، في العمليات السابقة التي قالت إنها "تعرض حياتهم للخطر".
وخلال عمليات التبادل الثلاث الماضية، اعترضت إسرائيل على تفاصيل عدة مرتبطة بالصفقة من بينها تأخير تسليم قوائم الرهائن المفرج عنهم، وكذلك المطالبة بالإفراج عن الرهينة أربيل يهود قبل أن يتم التوصل لاتفاق بشأنها لاحقًا.
ومع ذلك اعترضت إسرائيل مجددًا على الظروف التي صاحبت الإفراج عن أربيل يهود، بعد أن تم تسليمها للصليب الأحمر وسط حشد كبير من المسلحين والمدنيين.
وكان آلاف الفلسطينيين قد تجمهروا قرب منزل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس يحيى السنوار، وأدى ذلك إلى تأخير إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأعلنت إسرائيل أنها طلبت من الوسطاء إلزام حماس بعدم "تعريض الرهائن للخطر" خلال عملية تسليمهم، وأن الحركة وافقت على ذلك.
وفي ما بدا أنه استجابة للمطالب الإسرائيلية، قدّمت حماس موعد تسليم الرهينتين ياردين بيباس وعوفر كالديرون للصليب الأحمر، السبت، في خان يونس جنوب قطاع غزة، لتجنب احتشاد المواطنين في موقع التسليم.
وشهد موقعا التسليم في مدينتيْ غزة وخان يونس فرض طوق أمني من جانب عناصر "حماس" يمنع اقتراب المواطنين من المنصة التي تتم عليها عملية تسليم الرهائن الثلاثة.
وجرت عمليتا التسليم بسلاسة وخلال دقائق قليلة، بعد أن حضر مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى موقع تسليم الرهائن، ووقعوا على بعض الوثائق لاستلامهم قبل أن يغادروا موقع التسليم مصطحبين الرهائن باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي.
ولم تبدي إسرائيل أو تقدم للوسطاء هذه المرة أية اعتراضات على عملية تسليم الرهائن في قطاع غزة، بخلاف المرات الثلاث السابقة.
وفي استمرار للاستعراضات العسكرية التي تقيمها حماس خلال عمليات الإفراج عن الرهائن، وإلى جانب الحضور العسكري من مسلحي الحركة، استخدمت حماس خلال الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في خان يونس، سيارة دفع رباعي كانت قد حصلت عليها خلال الهجوم الذي نفذته في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2023.
وأعلنت الحركة أن قائد كتيبة الشاطئ غرب مدينة غزة، هيثم الحواجري، الذي سبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن اغتياله، يشارك في عملية تسليم الرهينة كيث سيغال في ميناء غزة.
وعلى غير العادة، شارك عناصر من "حماس" خلال تسليم الرهينة سيغال في مدينة غزة بمدافع "ياسين 105"، وهي القذيفة التي استخدمها الجناح العسكري بكثرة خلال استهداف آليات الجيش الإسرائيلي أثناء اجتياحه لمناطق القطاع.
بالتوازي مع ذلك، ظهر عناصر "حماس" وهم يحملون بندقية القنص "الغول" التي نُفذت بواسطتها عمليات قنص عدة ضد الجنود الإسرائيليين.
وأطلقت حركة "حماس"، السبت، سراح 3 رهائن كانوا بحوزتها، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية، وذلك في الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى من صفقة التبادل مع إسرائيل، التي تشمل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، 25 منهم أحياء.
وأفرجت إسرائيل بالمقابل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، السبت، 111 منهم من قطاع غزة اعتقلتهم خلال عمليتها البرية في القطاع، وهي المرة الأولى التي تفرج فيها إسرائيل عن غزيين تم اعتقالهم خلال الحرب.
