تستمر منذ ليل أمس الثلاثاء، الاشتباكات في كل من صحنايا وأشرفية صحنايا اللتين تقطنهما غالبية درزية، والواقعتين جنوب غرب دمشق، رغم الاتفاق الذي أوقف الاشتباكات في مدينة جرمانا مساء أمس. حيث سقط 18 قتيلا وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما يرجح أن يكون العدد أكبر بكثير نظرا لاستمرار المعارك على أكثر من محور.
وقالت مصادر أهلية لـ "إرم نيوز" إن الهجوم الذي شنته ليل أمس فصائل مسلحة على المدينة مستمر حتى هذه اللحظة، فيما تستمر الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على المدينة والبلدة التابعة لها، واللتين يقطنهما أكثر من مليون شخص من مختلف أنحاء سوريا.
ويناشد السكان المدنيون قوات الأمن العام للتدخل وطرد الفصائل المهاجمة، حيث يعيش أهالي المدينة حالة من الرعب مع سقوط قذائف الهاون على الأبنية السكنية، وسط خشية من اقتحام المدينة وتكرار المجازر التي حصلت في الساحل السوري من قبل المهاجمين.
#شاهد: الجماعات المسلحة المتطرفة تبث مشاهداً لمحاولات اقتحام مدينة أشرفية صحنايا والاشتباكات الدائرة داخل الأحياء...
Posted by السويداء 24 on Tuesday, April 29, 2025
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر تبادلا لإطلاق النيران من أسلحة خفيفة ومتوسطة في المنطقة. وذكرت المصادر أن المقاتلين الدروز يستدرجون المهاجمين إلى بعض الأحياء في المدينة لإيقاعهم في كمائن سقط نتيجتها العديد من القتلى.
وتقول مصادر "إرم نيوز" إنه في صباح اليوم، تسلل عدد من المسلحين إلى وسط أشرفية صحنايا، وتمركزوا في أحد الأبنية السكنية، وأطلقوا النار على حاجز للفصائل الدرزية، ليقوم المقاتلون الدروز بمحاصرة المبنى والاشتباك معهم، حيث أفادت المصادر بسقوط جميع المهاجمين بين قتيل وأسير.
وقالت المصادر إن المدينة تشهد منذ ليل أمس عمليات كر وفر بين المهاجمين والمدافعين، فيما قتل 8 من عناصر الميليشيات المهاجمة إثر استهدافهم بصاروخ مضاد للدروع .
ومن طرف المدافعين، توفي الشيخ وجدي الحاج علي، متأثراً بإصابته بطلق ناري في الرأس في صحنايا، بالإضافة إلى مقتل مسلح موالٍ لسلطة دمشق و9 عناصر من القوات الرديفة لها".
وتؤكد المصادر الأهلية التي تحدثت إلى "إرم نيوز" أن مجموعات من دروز الجولان المحتل، وأيضا من دروز الجليل في شمال إسرائيل اقتحموا فجر اليوم الأربعاء، السياج الفاصل بين سوريا وإسرائيل متجهين لمساندة أقربائهم من الطائفة الدرزية. كما استنفر دروز بلدة حضر في جبل الشيخ للتوجه إلى صحنايا.
في هذه الأثناء يواصل الطيران المسير الإسرائيلي من طراز "هرميس 900"، التحليق بكثافة فوق مدينتي صحنايا وجرمانا على ارتفاع منخفض.
ولم يقتصر هجوم الفصائل المسلحة على صحنايا وأشرفيتها، حيث هاجمت أرتال قادمة من محافظة درعا مطار الثعلة العسكري بريف السويداء.
ويأتي ذلك بالتوازي مع ما شهدته مدينة جرمانا في ريف دمشق، خلال ليل الاثنين وفجر الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2025، من توتر أمني بعد تداول تسجيل صوتي يتضمّن إساءة للنبي الكريم، نُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية.
وعلى الرغم من نفي الشيخ المعني صلته بالتسجيل وتأكيده أن الصوت ليس صوته، فإن ذلك لم يحدّ من موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الشارع، حيث اندلعت تظاهرات في عدة مناطق رُفعت فيها شعارات طائفية متطرفة دعت إلى استهداف أبناء الطائفة الدرزية على الرغم من استنكار عدد من شيوخ الدروز وعائلاتهم للتسجيل المسرب ورفضهم للمساس بالرموز الدينية.
وليل أمس، شهدت جرمانا انتشاراً أمنياً مكثفاً وتحركات لعائلات غادرت المدينة باتجاه السويداء خشية الانفلات الأمني. في ظل تهديدات لمقاتلين أجانب باقتحام المدينة من جهة المليحة، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين سلطات دمشق ووجهاء مدينة جرمانا.
وعقد مساء أمس اجتماع بين مسؤولين من الحكومة ووجهاء من الطائفة الدرزية، وتم التوصل إلى اتفاق للتهدئة، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة جرمانا، جنوبي دمشق.
وقالت مصادر إن الاتفاق شمل "ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الشبان الذين قضوا خلال الأحداث الأخيرة، مع التعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم وتقديمهم إلى القضاء".
كما تم الاتفاق على "توضيح حقيقة ما جرى إعلامياً والحد من التجييش والتحريض بكل أشكاله، إلى جانب تأمين حركة المرور بين محافظتي دمشق والسويداء أمام المدنيين". ووفقا للمصادر، فإن "الجهات الحكومية المختصة ستباشر تنفيذ جميع البنود المتفق عليها بشكل فوري".
وقُتل 14 شخصا على الأقل بينهم 7 مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات "ملاحقة المتورطين" فيها.
ووقعت اشتباكات جرمانا عقب انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى النبي محمد.