بين زوايا الخلافات ووجوه التسويات، تنقلب صفحة جديدة من الصراع في سوريا، حيث تتجدد التوترات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، لتضع الجميع أمام مفترق طرق مثير.
كان الأمل يراود البعض أن الاتفاق الأخير سيعزز الوحدة الوطنية ويضع حدا للفجوات العميقة التي خلفتها سنوات من الحرب المدمرة. لكن ما لبثت الخلافات أن أطلّت مجددا على السطح، لتفتح أبوابا قديمة كانت قد أُغلِقت، وتثير نقاشات معقدة حول مستقبل البلاد ووحدتها.
بينما يصرّ كل طرف على موقفه، يبقى السؤال الذي لا مفر من مواجهته : هل ستظل سوريا، بتنوعها الثقافي والطائفي، موحدة كما كانت؟ أم أن الرياح السياسية، بتياراتها المتناقضة، ستظل تعصف بمسارها، فتفتح أبوابا جديدة للانقسام والتفكك؟ فالأمل الذي يراود البعض يبدو أقرب إلى حلم هش، فيما يواجه الواقع تحديات قد تهدد بتقويضه.
الموقف السوري الرسمي شدد على أن التصريحات الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تتحدث عن الفيدرالية أو الانفصال، تتناقض بشكل مباشر مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين.
"وحدة سوريا" باتت في هذه اللحظة أكثر من مجرد شعار، بل أصبحت "خطا أحمر" لا يمكن تجاوزه تحت أي مسمى أو ذريعة، كما أكد البيان الرسمي.
مع تصاعد التوترات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، يعبر البعض عن قلق عميق من أن مطالب قسد قد تفتح الباب أمام إنشاء "كيان دولة ضمن دولة"؛ ما يهدد استقرار سوريا ووحدتها.
في المقابل، ينفي الأكراد أي نية انفصالية، مؤكدين أن مطالبهم تقتصر على حقوق ثقافية وقومية ضمن دولة سوريا الموحدة، داعين إلى مفاوضات سياسية بعيدة عن الاتهامات.
رغم ذلك، يشير بعض الباحثين إلى أن الواقع في المناطق الكردية عكس ذلك، حيث تُتخذ قرارات مركزية دون مشاركة باقي المكونات؛ ما يثير القلق من تكرار سيناريو إقليم كردستان العراق.
يتفق الجميع على ضرورة إيجاد حلول سياسية عادلة تضمن حقوق الجميع دون التفريط في وحدة البلاد، ولكن يبقى التساؤل: هل ستسهم هذه التفاهمات في تهدئة الأوضاع، أم أن التحديات ستظل قائمة؟