استبعد خبراء اتخاذ الجيش الإسرائيلي قرار التعمق في الأراضي اللبنانية، في حال عدم التوصل لاتفاق مع "حزب الله" أو الحكومة اللبنانية لوقف إطلاق النار.
ورأى الخبراء أن الجيش الإسرائيلي يعلم أن التعمق في الأراضي اللبنانية ستكون ضريبته مرتفعة، وسيتكبد بسببه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، علاوة على التداعيات السياسية المتوقعة جراء هذه الخطوة.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، إن" الجيش الإسرائيلي في حال عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، سيتخذ قرار التمركز في مواقعه لأنه يخفف من حجم الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها جنوده ومعداته العسكرية في القتال ضد ميليشيا حزب الله".
وأوضح أبو زايدة لـ"إرم نيوز" أن "الجيش الإسرائيلي لا يرغب بالدخول في أعماق لبنان، مما يعني توسع العملية العسكرية وعدم ضمان نتائجها أو حجم الخسائر؛ إلا أن أي قرار بهذا الشأن سيكون مصحوبًا بنشر عدد إضافي من القوات".
وأضاف: "نشر الجيش الإسرائيلي لقوات وألوية جديدة سيكون مؤشرًا على نيته المناورة عسكريًا ضد ميليشيا حزب الله في مدى معين، خاصة وأن ذلك سيخفف من الأعباء العسكرية للمواجهة، ولن تتأثر إسرائيل بمدتها الزمنية"، وفق تقديره.
ويمثل التعمق داخل لبنان الخيار المفضل لدى القيادة السياسية والائتلاف الحكومي الذي يقوده بنيامين نتنياهو؛ إلا أنه مستبعد من قبل قادة الجيش الذين يفضلون عمليات برية محدودة.
وقال الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، إن "ذلك سيدفع الجيش الإسرائيلي لتكبد الكثير من الخسائر، وهو بحاجة إلى قوات بأعداد مضاعفة لتلك التي يعتمد عليها في الوقت الراهن للقتال ضد ميليشيا حزب الله".
وأوضح الشرقاوي لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل في هذه الحالة مضطرة لتقليص كبير في عدد قواتها وإنهاء عملياتها العسكرية في جنوب وشمال قطاع غزة لتكثيف عملياتها على الجبهة الشمالية"، مبينًا أن نتائج ذلك غير محسومة.
وأضاف: "بتقديري، إسرائيل تخشى مثل هذا الخيار بالرغم من أنه سيكون سببًا في إطالة أمد الحرب وبقاء الائتلاف الحكومي"، مشددًا على أن ذلك قد يؤدي إلى مطالبة المجتمع الدولي إسرائيل ولبنان بوقف القتال.
وتابع: "في مثل هذا السيناريو، فإن إسرائيل ولبنان ستكونان مضطرتين للامتثال للقانون الدولي، وقد تسمح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتمرير أي قرار في مجلس الأمن بشأن القتال بين الجانبين، وهو ما سيكون صدمة لنتنياهو".