صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
كشفت مصادر خاصة في مدينة درعا لـ "إرم نيوز" أن القوى الأمنية السورية تمكنت من اعتقال أكثر من 10 أفراد من مجموعة محسن الهيمد، منهم من سلّم نفسه ومنهم من اعتقل مصاباً، فيما لا يزال مصير الهيمد مجهولًا.
ورجحت المصادر أن يكون القيادي محسن الهيمد الذي كان يعمل مع "الأمن العسكري" في نظام الأسد المخلوع، محاصراً مع ما تبقى من أفراد مجموعته في الحي الغربي من مدينة "الصنمين".
يأتي ذلك، بعد يومين داميين شهدتهما مدينة "الصنمين"، شمالي درعا، حيث أدت الاشتباكات بين قوات الأمن ووزارة الدفاع السورية من جهة، ومجموعة محسن الهيمد من جهة أخرى، إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم 8 تابعون لوزارة الدفاع والأمن العام ومدنيان.
وبلغ عدد الجرحى أكثر من 20 جريحا بينهم 12 من مدينة "إنخل" قاتلوا مع وزارة الدفاع، في حين لم يتم التأكد من عدد القتلى والجرحى في صفوف عناصر محسن الهيمد، مع ترجيحات بأن يكون العدد الإجمالي للقتلى أكبر بكثير.
وبعد ليلة من الاشتباكات العنيفة، فرضت قوات الأمن العام وعناصر وزارة الدفاع السورية، حصاراً على الحي الغربي من مدينة "الصنمين"، الذي تحصّنت فيه مجموعات محلية تتبع للقيادي محسن الهيمد، وذلك بعد انسحاب عناصر المجموعات من الأحياء الجنوبية باتجاه الحي الغربي من الصنمين.
ومن المتوقع قيام الأمن العام بمهاجمة هذا الحي خلال الساعات المقبلة، بحسب المصادر التي ذكرت أن وجود المدنيين أسهم في تأخير عملية القضاء على عناصر "الهيمد".
التوتر في مدينة الصنمين بدأ، الثلاثاء، بعد محاولة مجهولين اغتيال أسامة محمد العتمة المُلقب بـ "الآوتس" في مدينة "الصنمين"، الذي يعمل ضمن مجموعة الهيمد، ما أدى إلى إصـابته بجروح بالغة، ليندلع اشتباك على إثر ذلك.
الاشتباك أدى إلى مقتل 3 من مجموعة الهيمد، وإصابة 3 مدنيين آخرين بينهم طفل كانوا في موقع الحادثة، وفُرض حظر تجول في المدينة على إثرها.
وفي مطلع العام الحالي، فرضت "إدارة العمليات العسكرية" اتفاقاً أوقف الاشتباكات في مدينة "الصنمين"، الذي اندلع عقب اغتيال أحد القادة المحليين.
وتوقفت الاشتباكات في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتوصلت الأطراف لاتفاق نص على إيقاف إطلاق النار وتسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط لـ"إدارة العمليات العسكرية" مع بقاء السلاح الخفيف حالياً بحوزة الفصائل.
الاشتباكات اندلعت حينها بين مجموعة يقودها محسن الهيمد، ومجموعات محلية في درعا عقب اغتيال القيادي فهذ الذياب، في 1 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهي أول عملية اغتيال تشهدها درعا منذ سقوط النظام السابق.
لكن ما جرى، بحسب مصادر "إرم نيوز" أن مجموعة محسن الهيمد، رفضت تسليم معظم أسلحتها الثقيلة، وكشفت المصادر أن مجموعات الهيمد ما زالت تمتلك كميات كبيرة من السلاح الثقيل الذي استولت عليه من الفرقة التاسعة، بعد انسحاب جيش النظام من المنطقة، في 7 يناير، ولم تسلّم سوى جزء ضئيل منه للأمن العام.
من جهة أخرى، اعتبرت فصائل محلية في درعا، أن الاتفاق الذي عقدته وزارة الدفاع مع محسن الهيمد مجحف بحق أبناء "الصنمين"، فالقيادي المحسوب على الأمن العسكري السابق "ارتكب جرائم بحق المدنيين ولا يجوز معاملته بنفس طريقة باقي الأطراف"، وفق المصادر.
قالت مصادر في وزارة الدفاع، إن الوزارة اتخذت قراراً بالقضاء على مجموعات محسن الهيمد بشكل كامل، واصفةً المعركة في "الصنمين" بأنها المعركة الأكبر التي تشنها إدارة الأمن العام في البلاد، منذ سقوط نظام الأسد.
ودفعت قوات "الدفاع السورية" بآليات ثقيلة ومدرعة ورشاشات متوسطة وثقيلة، لأجل المشاركة في عملية اقتحام المواقع التي تتحصن داخلها مجموعة الهيمد، لكن الوزارة واجهت صعوبات وتمهلت في الاقتحام، بسبب تحصن المجموعة بين المدنيين.
وأطلق مدنيون عالقون في مناطق الاشتباكات، مناشدات لإخراجهم من هناك، قبل أن تعلن المساجد عن هدنة مؤقتة لمدة ساعة واحدة، لإخراج المدنيين من الحي الغربي ومحيطه.
وتؤكد مصادر متابعة من وزارة الدفاع أنه لا رجعة عن إنهاء مجموعة الهيمد هذه المرة، ولا خروج من "الصنمين" حتى تحقيق المهمة، موضحة أن مهلة الساعة هي لإخراج المدنيين، وفرصة أخيرة لعناصر الهيمد لتسليم أنفسهم، لأنهم باتوا مطوقين ومحاصرين في المواقع التي يتحصنون بها بين المدنيين.
وأظهرت مقاطع مصورة الاشتباكات العنيفة التي دارت مساء أمس، بين الجانبين على مداخل الحي الغربي للصنمين، وتظهر المقاطع استخدام الدبابات من قبل وزارة الدفاع.
ينحدر محسن الهيمد من مدينة "الصنمين". وقاد مجموعة خاصة تضم 100 مقاتل. ارتبط اسمه ومجموعته بفرع الأمن العسكري في عهد النظام المخلوع، حيث تلقى دعماً من الفرع.
ويُتهم أيضاً بأن له علاقات وثيقة بتنظيم "داعش"، حيث وفرت مجموعة الهيمد ملاذاً آمناً لعناصر وقيادات "داعش". و بعد اتفاق التسوية في 2018 أمّنت الحماية لهم في "الصنمين" وسهّلت تنقلهم بين المدن والبلدات، وفقاً لشبكة "تجمع أحرار حوران".
وكانت المجموعة طرفاً دائماً باشتباكات محلية، آخرها مطلع العام 2025، أدت لمقتل وجرح كثيرين، وذلك قبل أن تتوصل إدارة العمليات العسكرية ومجموعة الهيمد لوقف القتال، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وإحالة ملف المجموعة إلى المحاكم المختصة للنظر في الانتهاكات المنسوبة إليها.
ويتهم الهيمد بتنفيذ عمليات اغتيال في "الصنمين"، وفي أبريل/ نيسان 2024، اتُهم بالوقوف خلف زرع عبوة ناسفة أدت إلى مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال. كما تورط الهيمد بقضايا ابتزاز وتخطيط وتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة فصائل محلية أخرى في درعا.