logo
العالم العربي

"نكبة ثانية".. إجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح من الضفة الغربية

"نكبة ثانية".. إجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح من الضفة الغربية
من الهجوم الإسرائيلي شمال الضفةالمصدر: رويترز
13 فبراير 2025، 5:50 م

صعّدت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة الغربية منذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين من منازلهم في المخيمات والمدن المختلفة.

ويُعدّ نطاق وشدة الهجمات الإسرائيلية غير مسبوقة منذ الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ يعتبرها البعض "نكبة ثانية".

وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير، الخميس، إلى جزء من معاناة الفلسطينيين، فعلى سبيل المثال بدأت معاناة لينا نبيل صفا وياسمين نواس في 9 فبراير/شباط الجاري، عندما حلّقت طائرة إسرائيلية مسيّرة أمام نافذتي منزلهما في مخيم نور شمس للاجئين، قرب طولكرم. 

أخبار ذات علاقة

علم فلسطين فوق ركام في غزة

خبراء: الرفض العربي لسياسة تهجير الفلسطينيين يحيي آمال "حل الدولتين"

وعبر مكبر صوت، أمرهما الجنود بإخلاء المنزل في غضون 30 دقيقة، تحت المطر والبرد، ومع أطفالهما القلقين، اضطرت أفراد العائلتين إلى السير لمسافة طويلة عبر طريق وعر، وهم يحملون فقط بعض الملابس التي حزموها على عجل.

وعندما عادت لينا لفترة وجيزة لاسترجاع بطاقة هويتها، وجدت منزلها يعج بالجنود الإسرائيليين الذين كانوا يضحكون ويرمون الأواني في المطبخ.

أما ألأزواج، إلى جانب العديد من الرجال الآخرين، فقد تم احتجازهم داخل المخيم، حيث تم استجوابهم ونقلهم إلى مبانٍ أخرى.

وفي نقطة تفتيش إسرائيلية، أبلغ الجنود المجموعة أنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم لمدة "لا تقل عن أسبوعين". 

نزوح جماعي ودمار واسع

ووفق "لوموند"، أجبرت القوات الإسرائيلية عشرات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم، منذ إطلاق عملية "الجدار الحديدي" في 21 يناير/كانون الثاني الماضي.

ونقلت عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قولها إنه تم تهجير 40 ألف شخص من مخيمات جنين، الفارعة، ونور شمس، فيما لا تزال الغارات العسكرية مستمرة.

ولفتت إلى أنه في مخيم جنين وحده، تم تدمير أكثر من 200 منزل، بما في ذلك 20 منزلًا خلال سلسلة انفجارات ضخمة في 2 فبراير/شباط الجاري.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن قواعد الاشتباك العسكري تم تخفيفها؛ ما يسمح للجنود بإطلاق النار على أي شخص يُشتبه في أنه "يضع عبوة ناسفة على الطريق" أو "يقترب من نقطة تفتيش عسكرية" دون تحذير مسبق.

وبدوره، أكد الجيش الإسرائيلي أن قواعد الاشتباك لم تتغير، ولكن في 11 فبراير/شباط، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على امرأة حامل وزوجها أثناء محاولتهما مغادرة نور شمس، ما أسفر عن مقتلهما، وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات أن "تحقيقًا قد فُتح في الحادث".

كما صرّح وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر صحفي، بأن "جنين وطولكرم ستصبحان قريبًا مثل مخيمي جباليا والشجاعية"، اللذين دُمّرا بالكامل خلال الحرب الأخيرة في غزة.

أزمة إنسانية في عنبتا ومناطق أخرى

وأوضح تقرير الصحيفة الفرنسية، أنه مع وصول مئات العائلات المهجرة من نور شمس إلى قرية عنبتا المجاورة، سارع السكان المحليون إلى تقديم المساعدة، حيث تم فتح المساجد والمباني العامة لإيوائهم وتوفير المأوى لهم بعيدًا عن قسوة الشتاء.

كما تطوع السكان لتوزيع الملابس والبطانيات، فيما قام آخرون بتحضير وجبات الطعام للمحتاجين.

وفي برقين، وهي قرية أخرى قرب جنين استقبلت ما بين 4,000 - 6,000 نازح خلال الأسابيع الأخيرة، فيما تستمر الغارات العسكرية الإسرائيلية بشكل منتظم.

كما فجّرت القوات الإسرائيلية في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، منزلًا "يُعتقد أنه كان يؤوي مطلوبين" متهمين بالتورط في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، وفي 8 فبراير/شباط الجاري، تم اعتقال شابين نازحين من مخيم جنين خلال غارة ليلية.

وحاول الشاب الفلسطيني محمد أبو علي، البالغ 32 عامًا، العودة إلى منزله وسط الدمار، إلا أنه تعرض لإطلاق النار من قبل قناص إسرائيلي، مما أدى إلى إصابته في ساقه، وهو الآن يرقد في المستشفى.

أما مريم نحارتي، وهي أم فلسطينية لستة أطفال، فتصف الوضع قائلة: "بالنسبة لي، هذه نكبة ثانية"، في إشارة إلى التهجير القسري الذي تعرّض له الفلسطينيون عام 1948.

أخبار ذات علاقة

من الهجوم الإسرائيلي شمال الضفة

"لأول مرة".. الجيش الإسرائيلي يدرس البقاء الدائم في مخيمات الضفة

إصرار على العودة رغم المخاطر

وقالت الصحيفة إنه رغم الدمار والظروف القاسية، لا يزال العديد من الفلسطينيين يصممون على العودة إلى ديارهم.

وتقول مي فايز، التي فرت من مخيم نور شمس مع عائلتها: "لقد دمروا منزلنا العام الماضي، وأعدنا بناءه.. سنعيد البناء مرة أخرى، وسنعود مهما طال الزمن".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC