فجّر عبد القادر الدخيل، محافظ نينوى العراقية، موجة انتقادات، وأثار جدلاً كبيراً في العراق، بعد اعتذاره عن "الاستعاذة من الشيطان الرجيم"، خلال قراءة القرآن الكريم.
وكان الدخيل حضر حفلاً أقيم بمناسبة إعادة افتتاح الجامع النوري وسط مدينة الموصل، والذي استهله أحد الشيوخ بقراءة الكريم مفتتحاً تلاوته بقوله: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وقال الدخيل في كلمة ألقاها أمام الحضور: "بداية نعتذر من كل إخواننا الأيزيديين لما ذكر في بداية قراءة القرآن".
وأضاف: "علينا دائماً أن نكون عند حسن الظن في موضوع مشاعر الإخوة المسيحيين والأيزيديين، فنحن مدينة ومحافظة مكونات، فأعتذر من إخواننا الأيزيديين"، على حد تعبيره.
وأحدث ذلك الموقف، الذي وثّقته الكاميرات وانتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ردود فعل عاصفة في مختلف الأوساط الدينية والمجتمعية في العراق وخارجها.
وحملت معظم ردود الفعل والتعليقات هجوماً حاداً وانتقاداً لاذعاً للمحافظ، حيث رأى كثير من المعلقين أنه تجاوز الخطوط الحمراء في التعامل مع المبادئ والشرائع الإسلامية، واستخف بالقرآن الكريم.
وأمام الانتقادات، ما كان من "الدخيل" إلا أن سارع، على الفور، لإصدار بيان توضيحي، رأى كثيرون أنه "زاد الطين بلّة" بالنظر لمبررات المحافظ التي ساقها.
وقال الدخيل في البيان: "ما جرى في الكلمة التي ألقيتها لم يكن إلا تعبيراً عن الحرص على وحدة الصف وتطييب النفوس، وما صدر من لفظ لم يتجاوز كونه هفوة عابرة، وزلة لسان غير مقصودة".
وأضاف أن تلك الزلة "انفلتت كما تنفلت قطرة ماء من الكف في لحظة ارتجال ناتجة عن صفاء النية، وحسن القصد في استيعاب الجميع ولمّ الشمل. ولم يكن القصد من الاعتذار مساساً بأي من الثوابت أو العقائد الإسلامية المحترمة والمقدسة".
وتابع: "وعليه، فإن ما جرى لا يعدو أن يكون موقفاً عابراً يجب أن يُفهم في سياقه الصحيح، ولا يقلل من الثوابت، ولا من العقيدة، بل يعزز جوهرها القائم على التسامح والوحدة. وأؤكد أن الأولوية تبقى في ترسيخ التعايش بين جميع مكوّنات نينوى، والمضي بخطى ثابتة نحو خدمة أبنائها، وصون كرامتهم".