الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
رجّح خبراء وقانونيون فرنسيون أن يعمق ملف التجارب النووية، التي نفذتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية في جنوب الجزائر، الخلافات بين البلدين.
وأكد الخبراء أن فرنسا ملزمة بتسليم الخرائط الطبوغرافية لمواقع التفجيرات النووية، إضافة إلى تطهير المواقع من التلوث، الذي كانت له آثار كارثية على الإنسان والبيئة.
يرى الخبير الفرنسي بيير فيرميرين، المتخصص في الشأن الجزائري، أن الملف يُعقّد العلاقات بين باريس والجزائر، مبينًا أن الجزائر تطالب فرنسا بالاعتراف بمسؤوليتها عن التفجيرات، وتسليم الخرائط الطبوغرافية للمواقع المتضررة، وتعويض الضحايا.
وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الملف يُعد من الملفات الحساسة في العلاقات الثنائية، إذ تتردد فرنسا في الاستجابة لهذه المطالب بسبب تداعياتها القانونية والمالية المحتملة.
من جانبه، قال جان بيير فيليو، المؤرخ الفرنسي المتخصص في تاريخ الجزائر، أن قضية التفجيرات تُعد جزءًا من "ملف الذاكرة"، الذي كان محل اجتماعات بين باحثين في التاريخ من الجزائر وفرنسا منذ عام 2022.
وأشار لـ"إرم نيوز" إلى أن هذه الاجتماعات تهدف إلى معالجة "أوجاع الماضي الاستعماري" بين البلدين، وأن تسليم الخرائط الطبوغرافية لمواقع التفجيرات النووية خطوة مهمة.
وأضاف أن الاعتراف بهذه الجرائم والتعاون في معالجة آثارها يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين البلدين.
وبيّن فيليو أن رفض فرنسا تسليم الخرائط يعكس تعقيدات سياسية وتاريخية، موضحًا أن الرفض قد يكون مرتبطًا برغبة فرنسا في تجنب الاعتراف الكامل بالمسؤولية عن الأضرار البيئية والصحية الناجمة عن هذه التجارب، مما قد يؤدي إلى مطالبات بالتعويض والاعتذار الرسمي.
بدوره، قال أوليفييه لوكور غراندميزون، الباحث في التاريخ الاستعماري الفرنسي، إن تسليم الخرائط خطوة ضرورية نحو تحقيق العدالة التاريخية.
ورجح لـ"إرم نيوز" أن هذا الإجراء سيسهم في تعزيز الثقة بين الجزائر وفرنسا، ويمهد الطريق لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالإرث الاستعماري.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية في نسختها الفرنسية قد نقلت عن الباحث في الهندسة النووية عمار منصوري قوله إنه يدعو إلى التصدي للدعاية الفرنسية المضللة بشأن حجم الأضرار الناجمة عن التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا جنوب الجزائر إبان الاستعمار.
وأكد ضرورة استمرار المطالبة بتسليم الخرائط الطبوغرافية لمواقع التفجيرات، وتطهير المناطق الملوثة، وتعويض الضحايا.
كما نقلت عن أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة البليدة 2، بن يوسف تلمساني، تأكيده أهمية متابعة الملف عبر تحرك قوي وتعبئة مستمرة لإجبار فرنسا على تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بالتلوث البيئي والأضرار التي لحقت بالإنسان والحياة البرية.
وقبل 65 عامًا، وتحديدًا في الـ13 من شباط/فبراير 1960، أجرت فرنسا أول تجربة نووية لها في الصحراء الجزائرية، وتلتها سلسلة من التجارب حتى عام 1966، قبل أن يتم نقلها إلى بولينيزيا الفرنسية.
ولا تزال هذه التفجيرات تشكل إحدى القضايا العالقة بين باريس والجزائر، إذ تطالب الأخيرة بتطهير المواقع المتضررة من الإشعاعات النووية.