في ظل تصاعد النفوذ الروسي في ليبيا، بدأت تونس في مراقبة بؤر القلق التي تزداد حولها يوما بعد يوم. إذ تواصل مجموعة فاغنر الروسية توسيع نفوذها في هذا البلد الجار، وتفتح أبواب الخطر على الأمن الإقليمي، وتحديدا في تونس والجزائر.
تقريرٌ جديد كشف عن صور للأقمار الصناعية تظهر توسيع المرتزقة الروس لعدة قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود التونسية. مع تضاعف أعدادهم من 800 إلى 1800 جندي في فترة قصيرة، يزداد الضغط على الدول المجاورة. تونس، التي طالما عاشت في حالة تأهب بسبب الفوضى التي تلت سقوط القذافي، أصبحت الآن على حافة تهديد أكبر.
رغم تأكيد السلطات التونسية عدم وجود عناصر فاغنر على أراضيها، يبقى السؤال المحير.. ماذا لو وصلوا؟ المخاوف تتزايد، خاصة وأن قوات فاغنر تتنقل بلا قيود في مناطق محورية بين ليبيا وتونس. فالتواجد الروسي في ليبيا ليس مجرد حضور عسكري، بل هو رسالة من موسكو حول قدرتها على التحكم بمناطق استراتيجية.
في الجزائر، يزداد القلق على الحدود الشرقية. فقد شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أن الوجود العسكري الأجنبي، سواء كان من فاغنر أو غيرهم، غير مقبول.
على الرغم من أن تونس ليست مركزًا رئيسيًا للصراع الروسي في المنطقة، إلا أن تداعيات الوجود العسكري الروسي في ليبيا قد تؤثر بشكل غير مباشر على استقرارها، حيث يُتوقع أن تصبح تونس جزءًا من هذه اللعبة الدولية. فالمرصد التونسي لحقوق الإنسان يحذر من الانتقال المحتمل للقتال إلى مناطقها، حيث لا يزال هناك خط رفيع بين الاستقرار الأمني والفوضى.