تتوالى الضربات القاصمة من الدولة اللبنانية لـ"حزب الله"، وخاصة من الجيش، بعد استهداف منظومة تصنيع مخدر "الكبتاغون" أحد أهم مصادر تمويل الحزب. وكان آخرها أحد المعامل الكبرى لتصنيع المخدر، بعدما داهمه الجيش؛ مما أضاع على الميليشيا اللبنانية مصدر تمويل كبيرا.
وبحسب مختصين في الشأن اللبناني، فإن الضربات الموجهة لمنظومة "الكبتاغون" تزيد الخناق على تمويل "حزب الله" الذي بات متعثرا ماليا، موضحين لـ"إرم نيوز"، أن كل المعامل التي تم اكتشافها حتى هذه اللحظة تقع في بيئة حاضنة تابعة لـ"حزب الله" أو ترجع ملكيتها لأشخاص يدورون في فلك التنظيم.
وأعلن الجيش اللبناني مؤخرا، تفكيك معمل لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة على الحدود السورية، وهي ليست العملية الأولى وسط تضييق الخناق على تصنيع هذا المخدر الذي يعتبر أحد أهم أسس تمويل الميليشيا اللبنانية.
يؤكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية الدكتور خالد العزي أن هناك ضغطا كبيرا يتعرض له "حزب الله" من كل الاتجاهات وفي صدارتها ما باتت عليه الحدود السورية اللبنانية، التي كانت ممرا ومعبرا لعناصره وأغراضه وتنظيمه وأمواله ولتجارة الكبتاغون وتهريب السلاح، بالتزامن مع ما يشهده الجنوب الذي يفقد فيه مواضع ترسانته وسلاحه في ظل الرهان الذي تبدد على الجنوب بأن يحمل إعادة تموضع للتنظيم بعد الحرب.
وبين "العزي" لـ"إرم نيوز"، أن هذا المصنع الذي تم تفكيكه في ضيعة صغيرة بعد معارك حول "حوش السيد علي" يحمل منظومة ضخمة لصناعة الكبتاغون والتهريب إلى دول مختلفة منها عربية؛ وهو ما يضع لبنان في أزمة مع محيطه.
وأفاد "العزي" بأن هذه العملية الضخمة من الجهات المعنية اللبنانية، سيزعج "حزب الله" لعدة اعتبارات في الصدارة الوقوع بدائرة تصنيع وتهريب وتصدير مواد مخدرة يعتمد عليها في تمويله في ظل الوضع الحرج الحالي للتنظيم؛ مما أضاع ملايين الدولارات، على التنظيم الذي هو في حاجة ماسة لها.
وأشار "العزي" إلى معضلة أخرى ولا سيما الخاصة بالتمويل بعد سيطرة أجهزة الدولة على مرفأ بيروت والحدود البحرية التي كانت تستخدم ضمن منظومات عمل التنظيم الخفية وتحكم الدولة في مطار بيروت، بالتزامن مع منع الأموال كافة التي تأتي في ظل الرقابة على البنوك، بعدما كانت أركان بداخلها تحمي "حزب الله" من الإفلاس.
وأشار "العزي" إلى أن حزب الله يتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى والصفعات من خلال منع وصول المواد والأموال المساعدة لإبقائه على قيد الحياة، إن كان ذلك من إيران أو شبكته الخارجية وما يجرى له من تفكيك لشركات تابعة لمحسوبين عليه.
ويقول المحلل السياسي اللبناني جورج عاقوري، إن العمل الجاد من قبل "العهد الجديد" في إشارة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بالقضاء على المخدرات تحديدا الكبتاغون يؤكد أن القرار اتخذ، وأن الأمر ليس مرتبطا بتقصير القوى الأمنية بل كان بالقرار السياسي.
ويوضح "عاقوري" في حديث لـ"إرم نيوز" ، أن هذه المادة بالتحديد لا تشكل خطرا على الأماكن التي تورد لها فقط ولكن تشكل منذ نظام الأسد في سوريا، تهديدا على لبنان وعلاقاته مع العالم العربي وتحديدا الخليجية.
وبحسب "عاقوري" فإن "الكبتاغون" كان يصنع في إطار ما أسماه "تكافل وتضامن" بين جهات من سوريا ولبنان عبر الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد قبل ذلك، وبيئة حزب الله، لافتا إلى أن كل المعامل التي تم اكتشافها حتى هذه اللحظة تقع في بيئة حاضنة تابعه لـ"حزب الله" أو ترجع ملكيتها لأشخاص يدورون في فلك التنظيم.
ولفت "عاقوري" إلى أن ما يجري في هذا الصدد لهذه المنظومة (الكبتاغون) خطوة نحو تضييق الخناق على التنظيم الذي اعتمد على صناعته وتهريبه؛ بغرض تأمين موارد مالية له، بغض النظر عن مصدرها.