تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
تستمر التوترات في حلب رغم الهدنة التي توصلت إليها الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما يثير تساؤلات عن فعالية هذه الاتفاقات ومدى قدرتها على جلب الاستقرار إلى المدينة.
ففي الوقت الذي يرى بعضهم أن الوضع في حلب قد شهد تحسنًا ملحوظًا تحت سيطرة قسد، ويرون أن هناك أطرافًا تسعى إلى تصوير الوضع بشكل سلبي لأغراض سياسية، يشير آخرون إلى أن الخروق المستمرة للهدنة والفوضى الأمنية في بعض المناطق تجعل العنف مرشحًا للتصاعد مجددًا.
ومع تصاعد الانتهاكات اليومية في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، يبقى السؤال: هل سيتحقق السلام الشامل في حلب، أم أن المنطقة ستظل في دائرة العنف والقتل المستمر؟
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى عبدي إن الوضع في حلب لا يختلف عن العديد من المدن السورية التي تشهد حوادث وانتهاكات يومية. واصفًا مصطلح "بؤرة موت" بـ"غير الدقيق"، خاصة بعد تواصله مع العديد من الأصدقاء في المدينة الذين أكدوا أن الأوضاع أفضل حاليًا ولا توجد مشكلات كبيرة.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن هناك أطرافًا تسعى لتصوير الوضع بشكل سلبي عبر شيطنة وجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الأحياء الكردية، معتبرة وجودهم في أي مكان احتلالاً.
وأشار إلى أن معظم القوى الموجودة في حلب من أبناء تلك الأحياء، الذين يعملون على حماية أهلهم من الفوضى والفلتان الأمني، مستعرضًا كيف كانت تلك المناطق عرضة للتصعيد في فترة النظام وأجهزته الأمنية، بينما يرى أن التنسيق الحالي مع إدارة العمليات يسهم في استقرار الوضع.
وفيما يخص المفاوضات بين الإدارة السورية الجديدة و"قسد" أكد عبدي أنها تسير جيدًا، متفائلاً بأن الطرفين سيصلان إلى اتفاق يضمن حقوق الجميع في سوريا ويوفر السلام، رغم وجود جهات تسعى لإفشال المفاوضات التي ستؤثر سلبًا على الجميع.
من جانبها، قالت الكاتبة شيلان شيخ موسى، المتخصصة في الشؤون الكردية، إن بعض المناطق في ريف حلب تحت سيطرة "قسد" منذ سقوط نظام الأسد، تشهد توترات بفعل الضغوط الخارجية التي يحركها وكلاء محليون، كما حدث في تصاعد تهديدات تركيا والتحشيد العسكري لفصائل "الجيش الوطني السوري".
وأضافت لـ"إرم نيوز" أن التوترات بين "قسد" والفصائل المسلحة الموالية لتركيا لم تهدأ، في حين أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى للانفتاح على وضع سياسي مع حكومة دمشق، بهدف ضمان الاستقرار وإدارة التنوع بين السوريين دون أي اعتبارات فئوية.
وبشأن الوضع الأمني في حلب، أكدت شيلان أن الفوضى والنزوح لم يتوقفا منذ سقوط النظام، ما يتطلب معالجة سريعة من قبل "قسد" وحكومة دمشق لحماية الأرواح المدنية والممتلكات، كما أن خرق الهدنة الذي تم بصورة غير علانية يظل محل تساؤل لفهم ملابسات هذه الخروقات وتأثيراتها في الاستقرار والتهدئة.
وأوضحت أنه طالما أن هناك غيابًا لاتفاق شامل بين دمشق و"قسد"، فإن المناطق في حلب ستظل مرشحة لتصاعد التوترات والعنف، مع دفع المدنيين الثمن الأكبر.
وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات لن تتوقف ما دامت الأطراف السورية غير متفقة على تسوية سياسية، مؤكدة أن الحل الوحيد يكمن في اتفاق سوري-سوري خالص بعيدًا عن التدخلات الإقليمية.