قالت مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز"، إن إسرائيل تصر على أن يكون ملف أسرى "حزب الله"، والرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، ضمن صفقة واحدة، سيُجرى إعدادها والاتفاق بشأنها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضافت المصادر أن أسرائيل رفضت التطرق إلى قضية مقاتلي ميليشيا حزب الله، الذين أسرتهم خلال الحرب الأخيرة، لحين إتمام صفقة شاملة.
وبهذا الصدد، أكد الخبير والمحلل الإستراتيجي وائل عبد المطلب، ما أوردته مصادر "إرم نيوز"، موضحًا أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، كان قد أصر لدى لقائه بالمبعوث الأمريكي آموس هوكستين، على إضافة بند يتعلق بإطلاق أسرى "حزب الله" الذين اعتُقلوا خلال الحرب، في اتفاق وقف إطلاق النار، لكن هوكستين تبلغ برفض الجانب الإسرائيلي، الذي أصر على إرجاء هذا الملف ليكون ضمن صفقة شاملة، تتضمن أسرى حركة حماس، والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف المحلل الإستراتيجي، لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تريد أن تعطي دفعًا وزخمًا لملف الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، من خلال الإبقاء على امتلاكها أوراقًا ضاغطة خلال المفاوضات الجارية، تحضيرًا للصفقة التي ستشمل أسرى حماس والحزب معًا مقابل الإسرائيليين.
وقال:"تريد إسرائيل دفع حزب الله للضغط على حماس للتسريع بقبول الصفقة لإعادة أسراه بأسرع وقت ممكن".
وأشار عبد المطلب إلى أن هناك مخاوف من عدم التوصل إلى اتفاق سريع لإطلاق سراح الأسرى، كون الملف مرتبطًا بشكل وثيق بملف الوضع في غزة، ولن يتم البت فيه دون صفقة شاملة تضمن وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، ويليها إطلاق سراح الأسرى والرهائن.
ولفت إلى أن مصر ستلعب دورًا محوريًا خلال هذه الفترة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وملف الأسرى، حيث ينتظر ظهور بوادر إيجابية بعد زيارة الوفد المصري المفاوض إلى إسرائيل لإحداث خرق في المفاوضات الجارية.
ومن جانبه، قال العنصر السابق في ميليشيا حزب الله، صلاح منصور، إن المعلومات المتداولة بين قيادات وعناصر الميليشيا تؤكد وجود 15 عنصرًا وقياديًا من "حزب الله" أسرى لدى الجيش الإسرائيلي.
وأضاف منصور، لـ"إرم نيوز"، أنه من غير الممكن معرفة العدد بشكل دقيق، بسبب عدم حصر عدد عناصر حزب الله في الوقت الحالي، ومعرفة من قُتل منهم أو جرح، بالإضافة إلى سقوط العشرات على جبهات القتال، ولم يتم انتشال جثثهم بعد.
ولفت إلى أن الإعلام الإسرائيلي أشار إلى وجود عدد يتراوح بين 4-10 عناصر من حزب الله لدى الجيش الإسرائيلي، لكن من المؤكد أن العدد أكثر من ذلك.
وأوضح منصور أن معظم الأسرى هم من فرقتي الرضوان وعزيز، كون هاتين الفرقتين كانتا مكلفتين بالدفاع عن الخطوط الأولى والثانية المتاخمة للحدود مع إسرائيل، وبحسب ما يتم تداوله من معلومات، فإنهم وقعوا في الأسر بعد أن تمت محاصرتهم ونفاد ذخيرتهم في الأنفاق، كما أن عددًا منهم أُسر بعد إصابته بجراح جراء المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
وأكد منصور أن بعض قياديي "حزب الله" يروجون بأن الحزب مهتم جدًا بملف أسراه، وسيعمل سريعًا على إعادتهم، سواء من خلال عملية التفاوض، أو من خلال وسائل الحزب الخاصة، في إشارة منهم الى إمكانية القيام بعمليات مضادة قد يتم خلالها أسر جنود إسرائيليين لإجراء عملية تبادل، على غرار ما حصل بين الحزب والجيش الإسرائيلي العام 2004.