logo
العالم العربي

بعد اعتقال أحد أكبر مؤيديه.. هل بدأت ملاحقة سياسيي نظام الأسد؟

بعد اعتقال أحد أكبر مؤيديه.. هل بدأت ملاحقة سياسيي نظام الأسد؟
خالد العبودالمصدر: وسائل إعلام سورية
23 مايو 2025، 10:49 ص

اعتقلت السلطات السورية عضو مجلس الشعب السابق والسياسي السوري خالد العبود، الموالي لنظام بشار الأسد والمدافع عنه طيلة السنوات السابقة.

وأثار هذا الاعتقال، تساؤلات المتابعين حول إذا ما كانت الإدارة السورية الجديدة، بدأت بملاحقة السياسيين الموالين للنظام السابق، بعدما اقتصرت اعتقالاتها للعسكريين خلال الأشهر الماضية.

أخبار ذات علاقة

المقاتلون الأجانب في سوريا

دمج وترحيل وتصفيات.. الشرع يحسم ملف المقاتلين الأجانب في سوريا

 

ورغم عدم صدور أي بيان رسمي عن وزارة الداخلية السورية يؤكد نبأ اعتقال العبود، إلا أن مصادر من داخل الوزارة، أكدت الخبر لوسائل الإعلام، دون إيراد أي تفاصيل عن مكان الاعتقال وطبيعة الاتهامات الموجهة لأحد المدافعين الشرسين عن الأسد طيلة سنوات الحرب.

وتؤكد المصادر الخاصة من داخل وزارة الداخلية لـ"إرم نيوز"، أن العبود لم يعتقل في محافظة درعا مسقط رأسه وحيث يسكن ويعيش، بل تم القبض عليه على أحد حواجز الأمن العام، أثناء سفره إلى العاصمة دمشق.

واشتهر خالد العبود، بظهوره شبه اليومي على المحطات السورية، طيلة 14 عاماً من الثورة والحرب التي شهدتها البلاد منذ عام 2011، وكان من أشد المتبنين لسردية نظام الأسد، التي تتهم الثورة بـ"الإرهاب والعمالة للدول الأجنبية"، مستفيداً من عضويته في مجلس الشعب عن حزب "الوحدويين الاشتراكيين" وممثلاً لمحافظة درعا في البرمان.

وشارك العبود في الكثير من المؤتمرات الخارجية والداخلية، وعُرف باختراع المصطلحات السياسية الغريبة، التي كانت تثير سخرية الشارع السوري، نظراً لتبريرها الفاضح لاستخدام العنف ضد المدنيين، حتى عندما ارتكب النظام ما يعرف بمجزرة الكيماوي في الغوطة العام 2013، مستخدماً غاز السارين، كان العبود من القائلين إن العملية مفبركة وغير صحيحة.

 

وخلال سنوات الحرب، اشتهر العبود بمصطلحات غرائبية لشرح طبيعة الصراع الحاصل، مثل نظريته في "المربعات" و"المثلثات" و"تسخين الجغرافيا"، حيث ظهر يبذل قصارى جهده، لإثبات نظرية المؤامرة وإلصاقها بالثورة، كما كان يدعم حديثه بمعلومات ينسبها لمصادر خاصة، يؤكد فيها بقاء النظام وحصوله على مقومات الدعم الإقليمي والدولي.

وطيلة الأشهر الماضية، لم تعمد السلطات السورية الجديدة، إلى اعتقال أي شخصية سياسية موالية للنظام السابق، حتى القياديين من حزب البعث، لم يتم التعرض إليهم، حيث اقتصرت الملاحقات على العسكريين المتورطين بجرائم ضد المدنيين، إضافة إلى أطباء متهمين بتصفيات لجرحى الثوار ضمن المشافي.

وسبق القبض على السياسي وعضو البرلمان خالد العبود، اعتقال المفتي العام السابق لسوريا، أحمد بدر حسون، من مطار دمشق الدولي، أثناء محاولته السفر من أجل الاستشفاء في الخارج، وهو أهم سلطة دينية معروفة بتأييدها للأسد، حتى لقبه السوريون بـ"مفتي البراميل".

ولا يستبعد المحلل السياسي عزام شعث، أن تطلق وزارة الداخلية السورية، حملة لاعتقال بعض الأسماء البارزة في تأييدها لممارسات نظام الأسد خلال سنوات الحرب، نظراً لدورها في الترويج لرواية النظام، وتبريرها سلسلة الجرائم الكثيرة المرتكبة ضد المدنيين.

وقال شعث لـ"إرم نيوز": "على الأرجح أن لا تعمد السلطات السورية الجديدة، لإطلاق حملات كبرى ضد السياسيين المؤيدين للأسد، ليقتصر استهدافها لشخصيات كانت فاقعة في تبني رواية النظام وتسويقها، واختلاق الأدلة التي تدعمها طيلة سنوات الحرب".

أخبار ذات علاقة

عناصر من قوات حماية الشعب الكردية

سوريا.. "المفاوضات الثلاثية" تفتح باب التسوية لملف وحدات الشعب الكردية

 

ويبدو أن اعتقال العبود وهو في طريقه إلى دمشق، خياراً محبذاً من وزارة الداخلية، كما يصفه المحلل السياسي عصام عزوز، حيث من الممكن أن يتسبب اعتقاله في مسقط رأسه درعا، باحتجاجات عائلية وقبلية، تحاول السلطات السورية عدم إثارتها.

وشغل العبود، منصب أمين سر مجلس الشعب السوري، وأمين سر حزب "الوحدويين الاشتراكيين"، كما تولى مسؤولية مدير تحرير صحيفة "الوحدوي" الحزبية، وكان عضواً في اتحاد الكتاب العرب، وله عدة مؤلفات منها: "حوار على أرض محايدة"، "نقد الخطاب الديني السياسي"، "قراءات في دفتر الصمت العربي"، "رثاء المديح المر".

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC