الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
تتباين آراء الخبراء حول احتمالية التزام وحدات حماية الشعب الكردية بتعهداتها بنزع السلاح والاندماج ضمن القوات السورية، بعد أسبوع من الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية سوريا وتركيا وأمريكا، بينما يرى بعض المحللين أن الظروف الحالية مهيأة لحل هذه المعضلة بضغط تركي-أمريكي مشترك، يشكك آخرون في إمكانية تحقيق ذلك دون تقديم ضمانات ملموسة للجانب الكردي.
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة، حيث تسعى تركيا لتعزيز أمنها القومي بعد الاتفاق التاريخي مع حزب العمال الكردستاني، بينما تبدو الولايات المتحدة مستعدة لدعم مسار الدمج في إطار رؤيتها لسوريا موحدة.
غير أن التيار الرافض داخل الوحدات الكردية، المدعوم من عناصر في قنديل، قد يشكل عقبة رئيسة أمام هذا المسار، خاصة في ظل غياب ضمانات عودة النازحين الكرد إلى مناطقهم كعفرين.
في هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش إن هناك اتفاقًا رعته تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع الدولة السورية الجديدة، وتركيا تراهن على هذا الاتفاق من أجل نزع سلاح الوحدات الكردية.
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن هناك مسارًا بالتوازي مع هذا الاتفاق، وهو مسار عملية الحل الجديدة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وقد خطا هذا المسار خطوات متقدمة للغاية بإعلان حزب العمال حل نفسه.
ورأى أن الظروف اليوم أصبحت متوفرة بشكل أكبر لمعالجة ملف معضلة وحدات حماية الشعب الكردية، تركيا تريد أن تعالج هذه المعضلة في إطار اتفاقية الدمج، وهناك أيضًا اهتمام أمريكي بنجاح هذه الاتفاقية، وهذين العاملين يشكلان دافعًا قويًا لإتمام اتفاقية "دمشق-قسد".
وأوضح أنه رغم ذلك، هناك عقبات كثيرة محتملة قد تواجه هذه العملية، خصوصًا أن التيار داخل وحدات حماية الشعب الكردية، غير راضٍ عن هذا المسار، وهذا التيار مدعوم داخل حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، غير الراضي عن عملية السلام الجديدة بين تركيا والتنظيم.
وأشار إلى أن هذه العقبات من المحتمل أن تعقد فرص التوصل إلى تسوية كاملة تؤدي إلى معالجة ملف وحدات حماية الشعب، لكن اليوم هناك اتجاه سائد عمومًا يدفع باتجاه حل لهذه المعضلة، وهو الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في هذا الخصوص سيكون حاسمًا في تحديد ما إذا كانت هذه العملية ستنجح، لكن المؤشرات تبدو إيجابية.
بينما رأى الناشط الحقوقي، نضال هوري، أن هذا الملف سيشهد حلًا بأي طريقة ممكنة، وهذا مطلب تركي لن تتخلى عنه ولن تتوقف حتى معالجته، حلت الجزء المتعلق بها، أي حل ملف حزب العمال الكردستاني بعد الاتفاق التاريخي الذي تم بينهما، والآن تسعى لتأمين أمنها القومي بالوصول في هذه الاتفاقية إلى تسوية تسدل بها الستارة على أي خطر من وجهة نظرها.
وأضاف لـ "إرم نيوز" أنه على الرغم من التواجد الأمريكي والمناورات العسكرية الدورية مع قوات سوريا الديمقراطية، يبدو أنها ستدعم تركيا في هذا التوجه؛ لأن هناك قرارًا دوليًا وعلى أعلى المستويات برؤية سوريا موحدة، ما يعني أن الاهتمام بعملية الدمج اليوم يعكس رغبة في البدء بالاستقرار الاقتصادي، وهذا لا يتحقق إلا بسحب الأسلحة من الجميع.
وذكر أن المعلومات التي تحدثت عن اتفاق تركي-إسرائيلي حول أن الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح لحماية الحدود الإسرائيلية، يبدو موافقة تركيا هنا جاءت بمساومة بحدوث أمر مشابه بالشرق السوري، لموازنة الموضوع؛ ما يضع تركيا بموقع القوي، ويفسر عودة الحديث عن هذا الموضوع.
وأشار إلى أن العملية لن تكون سهلة بلا تقديم ضمانات للجانب الكردي، وسبق أن طالبوا بعودة المهجرين إلى مناطقهم، خاصة في عفرين، فعملية الدمج لن تكون متكافئة إن لم تترافق بتطمينات ملموسة على أرض الواقع أو أننا أمام مشهد سيطول حتى يوجد حل جذري له.