جذبت الروبوتات القتالية الإسرائيلية الأنظار إليها خلال الأيام الأخيرة، بعدما أوكلت إليها مهام تدميرية واستخباراتية متقدمة، ضمن استراتيجية تقليل الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال العمليات التمهيدية لخطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
وتقوم الروبوتات بتدمير الأبراج بعد مسحها وتفخيخها، دون تدخل بشري بشكل مباشر من خلال عناصر وحدة الأشباح، لتقليل الخسائر في الأرواح، بعد العدد الكبير المسجل بين قتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة.
وعانى الغزيون في شهادات قدموها، لـ"إرم نيوز"، من جحيم هذه الروبوتات التي أصبحت مدعاة لخوفهم عند رؤيتها؛ بسبب نتائجها التدميرية، خاصة أن بعضها انتحارية تُستخدم في الغالب بالأنفاق ضد عناصر الفصائل.
كان الظهور الأول للروبوتات القتالية في إسرائيل عام 2014، وتكونت وحدة خاصة لها وللمسيرات والوسائل العسكرية ذاتية الحركة وغيرها من الوسائل القتالية الرائدة غير التقليدية في عام 2020، أسماها الجيش الإسرائيلي وحدة الأشباح، واندمجت مع فرق القتال البرية مع الانتقام من هجمات 7 أكتوبر.
وشاركت الروبوتات مع الفرقة 162 والفرقة الاحتياطية 252، والفرقة 99 واللواء 401، في جباليا بالشمال، ومنطقة "ممر نتساريم" التي كانت تشقّ القطاع، وحتى رفح في الجنوب، والآن مدينة غزة.
ووفق التقارير العسكرية العبرية، تمكنت الروبوتات هذه من توسيع مساحة أدوارها، مع إثبات قدرتها على تحديد مواقع العناصر المسلحة والبنية التحتية للفصائل، وكان لها دور كبير في الفوضى التي لحقت بجباليا.
وعمل جيش روبوتات الأشباح في عمق مناطق القتال، وكان بمنزلة قوة استطلاعية، وفي كثير من الحالات قاد المعارك، من كشف العناصر المسلحة، وتوجيه النيران، والهجوم في غارات متنوعة.
واعترف الجيش الإسرائيلي بالخسائر التي نالت وحدة الأشباح المشغلة للروبوتات، ورغم ذلك استمر توسيع دورها. وفي ديسمبر 2024، تلقت الوحدة ضربة جديدة بقتلى ومصابين، بعد مواجهة قريبة مع عناصر الفصائل، كما حدثت ضربة أخرى، مؤخرا، دون تحديد موقعها.
وانتقلت وحدة الروبوتات للحرب في مواجهة عناصر "حزب الله" بعد الخبرة التي حصلت عليها خلال مواجهات عناصر الفصائل الفلسطينية في غزة. واستمرت هناك في الأعمال الاستخباراتية التي تقوم بها الروبوتات مع المسيرات.
وحسب تقرير موقع "واللا"، دمج الجيش الإسرائيلي عدة أجيال من التقنيات المبتكرة المتناغمة مع الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والقيادة الذاتية والمركبات الطائرة، تجمع بين الأساليب الهجومية والدفاعية نتيجة الخبرات العملياتية.
وقال ضابط كبير: "بنت الفرق الميدانية ملفًّا استخباراتيًّا لحزب الله، وفهمت المنطقة، التي تختلف تمامًا عن غزة، وأنشأت بنية تحتية استخباراتية لا تزال تستخدمها القيادة الشمالية حتى اليوم".
ويعد الجيش الإسرائيلي وحدة الروبوتات المتكاملة مع المسيرات والوسائل ذاتية القيادة، وحدة متعددة الأبعاد للسيطرة على أي منطقة واسعة دون خسائر بشرية، بقدرات على مواجهة التهديدات.
وتتمكن الروبوتات بالإضافة لتفجير الأنفاق والمباني من الكشف عن المتفجرات، أو المواقع، أو هياكل التمويه، أو بنى تحتية، أو عناصر. كما توفر جولاتها الميدانية معلومات عن أنماط عمل العناصر، كاشفةً عن أساليبها وقدراتها، وتعمل ليل نهار، بحسب التقارير.
وحسب مراقبين، فقد عدّل عناصر الفصائل تكتيكات مواجهتهم للروبوتات كما فعل سلاح الكلاب من قبل، حيث يتعاملون مع الروبوتات بوصفها جنودًا بشرية متطورة، وإما يستهدفونهم في مقتلهم الذي جربوه عدة مرات حتى وصلوا إليه، وهو بورد التحرك المربوطة في جهاز التحكم عن بعد، في الغالب.
ولدى الجيش الإسرائيلي الآن، وفق تقرير آخر على موقعه الإلكتروني، ثلاثة نماذج رئيسية من الروبوتات هي: "باندا"، و"تالون"، و"روني"، وجميعها مصممة لتنفيذ عمليات خطيرة في ساحة المعركة، دون تعريض أي جندي للخطر.
وتتضمن هذه النماذج أنظمة وأجهزة استشعار للبيئة، تُتيح التحكم عن بُعد في الحركة، وتشغيل الأسلحة، وعمليات أكثر تعقيدًا.
الباندا، هي جرافة مزودة بأنظمة استشعار متطورة تسجل كل ما يحدث حولها؛ وبالتالي يمكن لقوات الهندسة التحكم بها عن بُعد. تتقدم الجرافة بسرعة قبل الجنود أثناء تطهير الطرق والمناطق وإزالة الألغام.
لكن إذا كانت المهمة تتطلب عملًا دقيقًا، فلن تكون "الباندا" هي الحل، بل، وفق موقع الجيش الإسرائيلي، يُستعان بـ"التالون"، وهو روبوت ضخم يُستخدم في أعمال هندسية أكبر، من إزالة الألغام إلى اختراق الحواجز، يتمتع بالسرعة وتعدد الكاميرات.
أما الروبوت روني، فيتيح الوصول إلى الأماكن الصغيرة والضيقة، مثل الأنفاق والأزقة التي لا يستطيع الروبوت تالون دخولها. بالإضافة إلى ذلك، تُسند إليه مهام هندسية مُحدّدة وحساسة، وهو قادر على التسلق وتجاوز الحواجز.