رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي
خاص

جدار إسرائيلي في الجنوب.. هل تسعى تل أبيب لرسم "خط أصفر" في لبنان؟

جانب من الجدار الإسرائيلي في جنوب لبنانالمصدر: (أ ف ب)

أكدت مصادر سياسية وأمنية لبنانية أن بناء إسرائيل  جدارًا على الحدود مع لبنان، يأتي خشية من هجوم مفاجئ على غرار السابع من أكتوبر 2023، من الجنوب اللبناني، تنفّذه قوات الرضوان التابعة لحزب الله؛ ما جعل إسرائيل تسعى إلى خلق خطوط تماس جديدة، تقلّص حضور الميليشيا اللبنانية على الحدود. 

أخبار ذات علاقة

الجدار الخرساني الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية للبنان

جدار خرساني‎ إسرائيلي يتجاوز "الخط الأزرق" وينتهك الأراضي اللبنانية

وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل بهذا التصرف تقوم بنسخ تجربة روسيا في أوكرانيا، في محاولة تعويض الفشل العسكري الذي حصل في الحرب الأخيرة مع لبنان، بعدم نزع سلاح حزب الله من جهة، ومحاولة تهدئة نفوس المستوطنين والمستعمرين الموجودين في شمال إسرائيل، من جهة أخرى.

وأشارت إلى أنّ "المنطقة العازلة" في العقيدة الإسرائيلية هي مفهوم إعلامي في ظاهرها، لكنها وفقًا للعقيدة العسكرية والتلمودية الإسرائيلية، تتحوّل بمرور الوقت إلى وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض.

ويعتزم لبنان تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، بعد بناء جدار أسمنتي على الحدود الجنوبية للبلاد، حيث طلب الرئيس اللبناني جوزيف عون من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لإقدامها على بناء جدار أسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.

 كما طلب عون، إرفاق الشكوى بالتقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة التي تدحض النفي الإسرائيلي لبناء الجدار، وتؤكد أن الجدار الخرساني الذي أقامه الجيش الإسرائيلي أدى إلى منع السكان الجنوبيين من الوصول إلى مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية".

ويقول المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، الجنرال منير شحادة، إنّه بناءً على إفادة قوات اليونيفيل التي تُعتبَر جهة محايدة، تم التأكد من أن إسرائيل تخطّت الخط الأزرق من خلال تشييد الجدار الخرساني، وتقدّمت حتى الآن 4 كم مربع داخل الأراضي اللبنانية، في حين لم يُسمح للجيش اللبناني بالتوجّه إلى هناك لاستخدام معدّاته الحديثة للتحقّق من هذا الخرق ميدانيًّا.

أخبار ذات علاقة

 الرئيس اللبناني جوزيف عون

لبنان.. شكوى عاجلة لمجلس الأمن بسبب جدار إسرائيلي يتخطى الخط الأزرق

وأوضح شحادة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنّ لبنان تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن لهذا الغرض، كما طلب من لجنة "الميكانيزم" أن تُشكّل لجنة تقنية للكشف عن هذه المنطقة، خاصة أن إسرائيل تدّعي أنها لم تخرق الخط الأزرق، لافتًا إلى أنه عندما تقول جهة محايدة مثل "اليونيفيل" إن إسرائيل تخطّت الخط الأزرق واستولت على مساحة تُقارب 4 كيلومترات مربعة، فإنّ ذلك يشكّل تأكيدًا على وقوع اعتداء واضح على الأراضي اللبنانية.

وذكر شحادة أنّ هذا الخرق يأتي إضافة إلى احتلال في خمس نقاط حدودية أصبحت اليوم سبع نقاط بعد وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل دائمًا ما تسعى إعلاميًّا لتبرير خطواتها، فتارةً تتحدّث عن حاجتها إلى مناطق "صفراء" أو "حمراء" أو "خضراء"، في محاولة لتصوير الأمر كضرورة أمنية لحماية مستوطناتها الشمالية، معتبرًا أنّ اللون لا يغيّر في جوهر المسألة شيئًا.

وبين شحادة أنّ "المنطقة العازلة" في العقيدة الإسرائيلية هي مفهوم إعلامي في ظاهرها، لكنها وفقًا للعقيدة العسكرية والتلمودية الإسرائيلية، تتحوّل بمرور الوقت إلى وسيلة لفرض واقع جديد على الأرض، موضحًا أن إسرائيل تعتمد على عامل الزمن والذاكرة الجماعية، بحيث تصبح المنطقة العازلة بعد سنوات جزءًا لا يتجزّأ منها، تمامًا كما حصل في هضبة الجولان، حيث تحوّلت المنطقة العازلة منذ عام 1972 إلى منطقة تعتبرها إسرائيل اليوم جزءًا ثابتًا من كيانها ولا تقبل بالتنازل عنه.

وتابع بالقول إنّ ثقافة إنشاء المناطق العازلة لدى إسرائيل إستراتيجية توسّعية تتقدّم عامًا بعد عام، تحت ذريعة إقامة مناطق آمنة حول حدودها الشمالية لحماية المستوطنات، فيما يكون الهدف الحقيقي هو تثبيت واقع جديد على حساب الأراضي اللبنانية.

وبدوره، يؤكد الباحث في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نزار نزال، أن إسرائيل لا تبني جدارًا للحماية فقط، بل تحاول في الوقت نفسه "هندسة" خط أصفر جديد في الجنوب اللبناني، أي إجراء ترسيم أحادي للحدود يفرض وقائع ميدانية جديدة، على غرار ما تفعله روسيا في أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

مقر البنك المركزي اللبناني في بيروت

من "اقتصاد الكاش" إلى تحويلات المغتربين.. خطة أمريكية لمحاصرة حزب الله ماليا

وبحسب نزال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، فإنّ الإسرائيليين يريدون بذلك أن ينسخوا تجربة روسيا في أوكرانيا، والهدف من ذلك هو تعويض الفشل العسكري الذي حصل في الحرب الأخيرة مع لبنان من جهة، ومن جهة أخرى، محاولة تهدئة نفوس المستوطنين والمستعمرين الموجودين في شمال إسرائيل.

وأضاف نزال أن هناك خشية من هجوم مفاجئ على غرار السابع من أكتوبر قد يأتي من الجنوب اللبناني وتنفّذه قوات الرضوان التابعة لحزب الله؛ ما جعل إسرائيل تسعى إلى خلق خطوط تماس جديدة تقلّص حضور حزب الله على الحدود، إلا أن هذا المسار قد يشكّل شرارة لاشتباك أوسع إذا اعتبر حزب الله ذلك مسًّا بقواعد الاشتباك أو بالخط الأزرق.

واستكمل نزار أنّ إسرائيل تتوجّس كثيرًا من الجبهة الجنوبية، إذ يظهر أنّها لم تستطع حتى اللحظة نزع سلاح حزب الله، رغم كل المحاولات وحتى في ظل الجهد الأمريكي المتعلق بالضغط على الدولة اللبنانية لدفعها نحو نزع سلاح الحزب؛ ما دفع الإسرائيليين إلى بناء سور على طول الحدود أو في بعض المناطق منها.

ويرجح نزال استمرار إسرائيل في بناء هذا الجدار في الجنوب اللبناني الذي سيشكّل حالة استفزاز لكل اللبنانيين في المرحلة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC