logo
العالم العربي

بين العجز والتردد.. هل تحول "الخط الأصفر" لنقطة استنزاف للجيش الإسرائيلي؟

جنود إسرائيليون في قطاع غزة المصدر: رويترز

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الوضع على  الخط الأصفر في قطاع غزة يعكس حالة من الإحباط داخل صفوف المقاتلين الاحتياطيين في الجيش الإسرائيلي. 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن عناصر حركة  حماس يجمعون المعلومات الاستخباراتية على مرأى الجنود الإسرائيليين دون القدرة على التحرك أو إطلاق النار عليهم إلا بموافقة القيادة العليا. 

ونقلت الصحيفة العبرية عن ضباط احتياط، أن حماس تستغل هذا الوضع لإعادة تنظيم صفوفها، وزرع العبوات الناسفة، وبناء بنيتها التحتية، بينما يبقى الجيش مقيدًا بالقيود السياسية والأمريكية. 

ويعتبر الجنود أن هذه القيود تعيق استغلال الفرصة الحالية لنزع السلاح الكامل من غزة وتحقيق تقدم سياسي؛ ما يترك إحساسًا بضياع وقت وجهود دامت أكثر من 300 يوم.

وقال ضابط احتياط برتبة مقدم، كان جزءًا من القوة التي سيطرت على الخط الأصفر قبل نحو أسبوعين، بأن القادة والجنود في الميدان يعانون من إحباط شديد وعدم يقين.

وأضاف: "هناك عشرات الانتهاكات على طول الحدود يوميًّا، بمعدل 3-4 حوادث في كل قطاع تحت سيطرة كتيبة. تتركز الانتهاكات على الخط الأصفر تحديدًا، بينما في عمق قطاع غزة، تعمل حماس على تنظيم صفوفها وزرع العبوات الناسفة وإعادة بناء بنيتها التحتية".

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي خلال تحديد الخط الأصفر في غزة

"الخط الأصفر" خال من السلاح.. إسرائيل تعلن السيطرة على 52% من قطاع غزة

وتابع: "نجمع هذه المعلومات ونحوّلها إلى الاستخبارات. ولا نطلق النار إلا إذا كان هناك مشتبه به محدد تم التعرف عليه، وبموافقة القيادة العليا. هذا الأمر يثير إحباط المقاتلين، لكنهم يدركون أن هذا هو الوضع الراهن".

وأشار الضابط إلى وجود تفاهمين مهمين ترسّخا مؤخرًا: الأول أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول الوحيد عن تسريح قطاع غزة بالكامل، والثاني أن كل خطوة يجب أن تحظى بموافقة القيادة الأمريكية. 

وقال: "يتزايد الإدراك داخل الجيش بأن الجيش وحده المخوّل بتسريح القطاع، ولا يمكن لأي جهة أخرى القيام بذلك. عملياً، تم تفويض السيطرة على القطاع ونقلها إلى الولايات المتحدة، ودون موافقة القيادة الأمريكية لا يمكن اتخاذ أي إجراء".

من جهته، قال ضباط  احتياطي آخر: "رصدنا بعض الحوادث التي شهدت عبور مسلحين يرتدون الزي العسكري للحدود، حيث يهاجمون المدنيين وينصبون خيامًا في مجمع قريب من الخط الأصفر، ويحاولون إقامة بنية تحتية — وهذا نمط معتاد. نحن نسيطر على المنطقة شرق الخط الأصفر من خلال المراقبة وإطلاق النار، ونتواجد فعليًّا في الميدان، أما غرب الخط الأصفر فلا توجد سيطرة برية للجيش الإسرائيلي، ويتجول عناصر من حماس مرتدين سترات واقية، وهو وضع يثير القلق بلا شك".

قال الضابط احتي انضم مؤخرًا إلى القوات الإسرائيلية: "فيما يحدث خارج الخط الأصفر، لا يُسمح لنا بالتدخل، وببساطة لا نستطيع القيام بأي شيء".

وأضاف: "أكبر إحباط أشعر به هو ضياع فرصة سياسية حقيقية. حماس الآن على المحك، ومع ذلك لا يُبذل جهد للتغيير على المستوى السياسي. ماذا عن نزع السلاح الكامل من قطاع غزة؟ وأين التقدم في خطة ترامب؟ لقد ضحينا بأكثر من 300 يوم لتحقيق مستقبل آمن، ووصلنا إلى مرحلة يمكننا فيها إحداث تغيير سياسي".

وتابع: "بدلاً من ذلك، نحن ندور في مكاننا ونضيع الوقت، ولا نعلم من ننتظر. في هذه الأثناء، تتعافى حماس وتزداد قوة. نحن أمام دوامة لا تنتهي، ونفقد فرصة ذهبية لن تتكرر قريباً. وصلنا إلى مرحلة يمكننا فيها دفع العمليات السياسية إلى الأمام، لكنها تأخرت، ولا أحد يفهم السبب. من المحتمل ألا نكون بعد شهر آخر في وضع يسمح لنا بتحقيق هذا التقدم السياسي الذي طال انتظاره". 

أخبار ذات علاقة

إحدى نقاط "الخط الأصفر" في قطاع غزة

خبراء: إسرائيل حوّلت "الخط الأصفر" إلى "مصيدة موت" في غزة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC