logo
العالم العربي

خبراء: إسرائيل حوّلت "الخط الأصفر" إلى "مصيدة موت" في غزة

إحدى نقاط "الخط الأصفر" في قطاع غزةالمصدر: Getty

رأى خبراء أن "الخط الأصفر"، الذي يقسم قطاع غزة تحول إلى فخ ميداني ومصيدة موت يومية تخطف أرواح الفلسطينيين بذريعة حماية الأمن ومنع التسلل.

وأكدوا لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل حولت "الخط الأصفر" إلى أداة ضغط ميداني للضغط على حركة حماس والوسطاء بمسار يخدم المصلحة الإسرائيلية في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

أخبار ذات علاقة

 دبابات الجيش الإسرائيلي عند قطاع غزة

"الخط الأصفر".. "تحول جذري" في معارك الجيش الإسرائيلي ضد حماس

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الـ11 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 400 فلسطيني، نحو 150 منهم قتلوا نتيجة إطلاق نار مباشر أو قصف من طائرات مُسيّرة ومدفعية إسرائيلية، بعد اقترابهم من الخط الأصفر، خاصة في المناطق الجنوبية، التي سُجّلت فيها النسبة الأكبر من هذه الحالات.

فراغ أمني

وقال المحلل السياسي يونس الزريعي، إن "حالات القتل التي يمارسها الجيش الإسرائيلي قرب الخط الأصفر تأتي في سياق مقصود، لخلق بيئة توتر ميداني للتنصل من تنفيذ الاستحقاقات المرتبطة بالمرحلة الثانية من خطة ترامب، ولاستخدامها ذريعة لعدم الانسحاب من الخط الأصفر وتثبيته كخط دائم".

واعتبر لـ"إرم نيوز"، أن "ما تقوم به إسرائيل هو استدراج لحماس للرد، لتبرير تعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، إلا أن الحركة لا تزال ملتزمة بالخطة الأمنية وخطة ترامب".

وبيّن الزريعي أن "الأزمة الحقيقية تكمن في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهديدات قضائية داخلية، ويحاول التهرب من تنفيذ الالتزامات، حتى أن ترامب طلب من الرئيس الإسرائيلي إصدار تبرئة له، وهو ما لم يتحقق حتى الآن".

ولفت المحلل السياسي إلى أن "قتل الفلسطينيين على الخط الأصفر هو محاولة لملء فراغ أمني، في وقت لا تزال فيه المفاوضات دائرة حول ترتيبات المرحلة الثانية".

وأوضح أن "نتنياهو يتوجه إلى واشنطن وهو يحمل رؤى مغايرة، حتى أن الإدارة الأمريكية نفسها لا تعرف على وجه الدقة ما الذي يريده، في حين أن الرئيس ترامب يتجه بوضوح نحو تنفيذ المرحلة الثانية، والتي تعني انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خارج الخط الأصفر".

وذكر الزريعي أن "الخط الأصفر الذي يمثل حاليًا حدود التماس، سيتم لاحقاً إزالته كجزء من تنفيذ المرحلة الثانية، بما يشمل الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من المناطق الحدودية، وفقًا لخطة ترامب وتفاهمات الوسطاء الدوليين".

 خط موت

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد مصلح، إن "الخط الأصفر يُعد جزءًا من الاتفاق بين الأطراف برعاية الوسطاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، وأن تجاوز هذا الخط يمثل إشكالية كبرى في المرحلة الحالية".

الخط الأصفر في غزة

واستبعد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، "بقاء هذا الخط كما هو في المرحلة الثانية، والعام الجديد سيحمل نقاشات جادة حول مصيره، بعد أن تحول إلى خط موت".

وأوضح المحلل مصلح أن "إسرائيل تحاول اللعب على خطوط الهدنة، والتراجع عما تم الاتفاق عليه خلال المفاوضات، وما يجري هو تلاعب وتضليل للرأي العام داخل إسرائيل، إضافة إلى كونه أداة ابتزاز جديدة في يد إسرائيل للضغط على الوسطاء بشأن مسألة الانسحاب عند الخط الأصفر، ومحاولة إبقاء الوضع كما هو عند الخط القديم". 

أخبار ذات علاقة

ذوو ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع "قيادية" داخل "الخط الأصفر" في غزة

وذكر أن "هذا السلوك يُعد وسيلة ضغط على حركة حماس، كما أنه يشكل ورقة ضغط على الوسطاء من أجل دفع حماس إلى تقديم تنازلات في قضيتي السلاح والجثة المتبقية".

ولفت مصلح إلى أن "نتنياهو يتفنن في استخدام الأدوات ومنها القتل لإبقاء الرأي العام الداخلي داعماً للحكومة، حيث يقدّم نتنياهو نفسه لليمين الإسرائيلي على أنه ثابت على مواقفه ولم يتراجع عن أهدافه".

ونوه إلى أن "إسرائيل تعمل لتحويل العمل العسكري، الذي فشل في تحقيق أهدافه خلال الحرب، إلى وسيلة لانتزاع مكاسب سياسية، وجعل ما يُعرف بمصيدة الموت مجرد أداة ضغط سياسي ضمن اتفاق سياسي شامل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC