كشفت مصادر دبلوماسية غربية متابعة للشأن السوري، عن أن الوضع الأمني المتدهور والمخاوف من زيادة التوترات الطائفية والعرقية دفعا الإدارة الأمريكية للتفكير في إعادة تقييم الجدول الزمني الخاص بتقليص وجودها العسكري في سوريا.
وانعكست التوترات المتصاعدة في سوريا على حسابات كافة اللاعبين في المشهد السوري وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي برزت تكهنات خلال الأيام القليلة الماضية بترجيح تأجيل انسحاب قواتها من البلاد، بحسب ما كان مبرمجا له ضمن خطة تدريجية بدأت بتنفيذها في مايو 2025.
وكانت الخطة التي أُعلن عنها في وقت سابق تقضي بتقليص عدد القوات الأمريكية من حوالي 2500 جندي إلى أقل من 1000 بحلول يونيو 2025، مع تركيز نشاط القوات الأمريكية المتبقية في قاعدة عسكرية واحدة في شمال شرق سوريا لمواجهة تنظيم داعش.
وجرى الانسحاب من 4 قواعد من إجمالي 8 قواعد عسكرية حتى الآن تقع جلها في شمال شرق سوريا، وشمل سحب القوات من قاعدة حقل العمر (القرية الخضراء)، قاعدة كونيكو وقاعدة الشدادي.
وقالت المصادر الغربية في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن الأحداث الأخيرة في سوريا، بما في ذلك المواجهات التي شهدتها محافظة السويداء وتدخل العشائر البدوية، أضفت تعقيدات كبيرة على المشهد السوري قد تعيق عملية سحب أمريكا لقواتها.
وأشارت المصادر، إلى أن هذه الأاحداث تدفع أمريكا للتريث في عملية سحب قواتها من سوريا وذلك لضمان الاستقرار ومنع تفاقم الفوضى، في حال استمرار عدم التوصل إلى تفاهمات بين الحكومة السورية والدروز والأكراد.
وأكدت المصادر، أن عملية سحب القوات الأمريكية أثارت مخاوف بعض الدول خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، حيث عبرت إسرائيل عن قلقها من ترك فراغ أمني قد يفيد إيران أو تركيا.
وكان أكثر من مسؤول أمريكي شكك في وقت سابق بخطة سحب القوات من سوريا بهذا الحجم، خاصة في ظل استمرار الفوضى وذلك قبل الأحداث التي شهدها الساحل السوري ومحافظة السويداء والتي جاءت لتعزيز احتمالية تريث أمريكا في سحب قواتها.
يشار إلى أن التواجد العسكري الأمريكي الكبير على امتداد الشرق الأوسط، يتم تبريره تحت ذرائع عدة، منها مكافحة الإرهاب وضمان حرية الملاحة في المضائق الدولية، والحفاظ على أمن إمدادات الطاقة.
