أثار انتشار ما يُعرف بـ"ترند الصواريخ" في مراسم "زيارة الأربعين" في كربلاء ضجة واسعة في الأوساط العراقية، وسط تحذيرات من تحويل المراقد الدينية إلى ساحات استعراض للقوة العسكرية.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لزائرين يؤدون حركات تحاكي سقوط الصواريخ، في إشارة إلى الضربات الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في المواجهة الأخيرة.
وتداولوا مقاطع أخرى من داخل "مرقد" الحسين بن علي تعرض مجسمات لصواريخ وطائرات مسيرة، يُعتقد أنها تحمل رمزية للقوة العسكرية الإيرانية.
وانتشرت هذه المشاهد بالتزامن مع زيارات مفاجئة لمسؤولين إيرانيين إلى العراق، مثل زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ما زاد من حدة النقاش حول أبعادها.
وفي خضم الجدل، عبّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن رفضه لهذه المظاهر، قائلاً في رسالة قصيرة بخط يده نشرتها منصات مقربة من التيار: "عسكرة المراقد ممنوعة".
ويُعرف عن الصدر موقفه الثابت في رفض زج العراق في الصراعات الإقليمية أو تحويل المناسبات الدينية إلى منصات للدعاية السياسية أو العسكرية، وهو ما تسبب مراراً بتوتر علاقته مع ميليشيات مسلحة مقربة من إيران.
بدوره، انتقد النائب في البرلمان العراقي، رائد المالكي، إدخال مثل هذه الفعاليات في "شعائر الأربعين"، محذراً من أنها قد تفتح الباب أمام مشكلات مستقبلية.
وقال المالكي في منشور أرفقه بصورة تظهر أشخاصاً أمام "مقام الحسين" وهم يحملون مجسماً لصاروخ إيراني: "عتبنا على إدارة العتبتين المقدستين كيف سمحت بزج هذه الأمور في شعيرة زيارة الأربعين".
وأضاف أن "فتح الباب أمام هذه الفعاليات والتريندات التي لا علاقة لها بمراسم الزيارة، سيجعل كل طرف يحاول تمرير رسائله الخاصة على حساب رسالة الأربعين، وعندما يُمنع فعل ما، سيقال لماذا سمح بهذا ومنع ذاك".
عتبنا على ادارة العتبتين المقدستين كيف سمح بزج هذه الامور في شعيرة زيارة الاربعين . فتح الباب امام هذه الفعاليات...
Posted by د. رائد المالكي / نائب مستقل on Thursday, August 14, 2025
من جهته، يرى القيادي في ميليشيا "بدر"، محمد البياتي، أن ما جرى كان "محاكاة رمزية" للصواريخ الإيرانية التي استهدفت تل أبيب، وأن الهدف كان إرسال "رسالة تضامن" مع الجمهورية الإسلامية.
ووصف البياتي هذه الخطوة بأنها "ذات طابع ثوري أممي".
وتُحيى "زيارة الأربعين" عند الشيعة في 20 من شهر صفر الهجري من كل عام، حيث تستقبل مدينة كربلاء ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه، خصوصاً من إيران.
وعلى مدى 40 يوماً تبدأ من العاشر من محرم، تُنظم مواكب خدمية ومجالس عزاء وتوزع وجبات طعام مجانية للزائرين.