logo
العالم العربي

صدمة ومطالبات بالتحرك.. هل يفتتح "الخطابي" أبواب التغيير الديمغرافي في سوريا؟

صدمة ومطالبات بالتحرك.. هل يفتتح "الخطابي" أبواب التغيير الديمغرافي في سوريا؟
سهل الغاب بريف حماة الشمالي المصدر: وسائل إعلام سورية
25 أبريل 2025، 12:31 م

تتواتر المعلومات عن موجة جديدة من التغيير الديمغرافي القسري يقودها مسلحون يتبعون لإحدى فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، وسط تصاعد المخاوف من تهجير طائفي في سهل الغاب التابع لمحافظة حماة السورية.

وتسيطر حالة من الصدمة والغضب على السوريين، الذين يشهدون لأول مرة بعد سقوط النظام، إطلاق عمليات تغيير ديمغرافي، ينفذها مسلحون من فصيل "العمشات" بقيادة أبو جابر الخطابي، أحد أبرز قادته.

وأعلن القيادي في "الجيش الوطني" أبو جابر الخطابي عن تغيير اسم قرية "أرزة" في سهل الغاب، إلى "خطاب الجديدة"، بعد تهجير سكانها الأصليين من العلويين وتوطين نازحين من بلدته "خطاب" فيها، ما أثار غضبا واسعا واعتُبر خطوة ترمز إلى التطهير الطائفي والتغيير الديمغرافي القسري في شمال غرب سوريا.

الحادثة وُثّقت من خلال صور نشرها الخطابي نفسه، وأثارت موجة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بالخوض في خطاب تحريضي وانتقامي، ما زاد من القلق حول مصير الأقليات الدينية والطائفية في المنطقة، خصوصاً أبناء الطائفة العلوية.

أخبار ذات علاقة

من أجواء المعارك في ريف حماة

سوريا.. ماذا يجري في "قمحانة" بريف حماة؟ (فيديو)

 فصول الحدث

شهدت قرية أرزة أحداثا دامية على مرحلتين، وصولا إلى تهجير أهلها. ففي 31 يناير كانون الثاني الماضي، هاجم مسلحون القرية، وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 10 مواطنين في القرية الواقعة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، والتي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية. وأطلق المسلحون النار من "أسلحة فردية مزودة بكواتم صوت".

وفي 7 مارس آذار، وتزامنا مع مجازر الساحل، اقتحم أبو جابر الخطابي ومسلحون من قريته خطاب، قرية أرزة من جديد، بعد تحريض طائفي واسع، وارتكبوا فيها مجزرة بحق المدنيين، فقتلوا 24 شخصا من الأطفال والشباب وكبار السن، وشردوا الأهالي، وأحرقوا وسرقوا البيوت، وحتى اليوم يهدد الخطابي أهلها في حال فكروا بالعودة.

"خطاب الجديدة"

ومؤخرا، توج القيادي في "العمشات" أبو جابر الخطابي تحركاته بإعلانه تغيير اسم قرية أرزة إلى "خطاب الجديدة"، ما أثار موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من تصاعد عمليات التهجير القسري ذات الطابع الطائفي في شمال غربي سوريا.

ونشر الخطابي، المنحدر من بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي، صوراً توثق استبدال لافتة تحمل اسم القرية باسم جديد، بعد أسابيع من تهجير سكانها الأصليين وتوطين نازحين من بلدته فيها، في أعقاب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

وأظهرت الصور قيام الخطابي، الذي يُعد أحد أبرز الشخصيات الدينية والشرعية في فرقة "سليمان شاه" المعروفة باسم "العمشات"، بتصميم وتركيب لافتة جديدة باسم "خطاب الجديدة"، في خطوة وُصفت من قبل ناشطين بـ"الاستفزازية".

استياء وغضب 

وفي هذا السياق، وصف ناشطون وحقوقيون سوريون ما جرى بأنه "إبادة جماعية"، مطالبين بتحرك دولي سياسي وقانوني عاجل لوقف هذه الانتهاكات. كما دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى الوقوف بحزم أمام هذه الممارسات التي تمثل، حسب وصفه، تحريضاً طائفياً خطيراً يهدد السلم الأهلي السوري.

المرصد أكد أيضاً أن استخدام الهوية الطائفية كأداة للتحريض يعمّق الانقسامات المجتمعية، ويُعيق الجهود الرامية إلى بناء سلام دائم يقوم على المواطنة المتساوية والعدالة. وشدد على أن التصدي لهذه السياسات يجب أن يتم من خلال تحرك جماعي يرسّخ قيم التعايش والوحدة الوطنية، والاستناد إلى آليات العدالة الانتقالية.

كما وصف ناشطون وحقوقيون الحادثة بأنها "مثال صارخ على عملية تطهير طائفي ممنهجة"، معتبرين أنها محاولة لإعادة تشكيل البنية السكانية للمنطقة في ظل احتقان طائفي متصاعد.

أخبار ذات علاقة

نازحون من الساحل السوري يعبرون النهر الكبير

"العفو الدولية" تطالب دمشق بمحاسبة فورية لمرتكبي "مجازر الساحل"

 وفي السياق، علّقت الفنانة السورية المقيمة في ألمانيا رشا رزق على الحادثة بوصفها "جريمة تطهير عرقي كاملة تُرتكب علناً وبكل فخر"، متسائلة إن كان الأمر محض صدفة أم جزء من مخطط مدروس.

فيما قال الناشط السوري أنور عطا الله : عندما كنت أقرأ عن التغييرات الديموغرافية العظيمة خلال التاريخ، والانزياح القسري للكتل السكانية عبر القتل والتهجير كان قلبي يخزني بألم حاد حزناً على الناس الذين تم تهجيرهم من بيوتهم وأراضيهم وقراهم ليعطى كل ذلك لأناس آخرين غرباء . وأضاف "ولا في أشد كوابيسي رعباً، ولا في أكثر لحظاتي تشاؤماً توقعت أن أرى بأم العين هذه العملية الإجرامية الرهيبة تجري أمامي".
وقال عطا الله "ها هي القرى والأحياء العلوية تفرغ من سكانها قسراً وظلماً وعدواناً فقط لأنهم علويون، بينما يحل محلهم غرباء لا ينتمون للمكان فقط لأنهم (أمويون)" على حد قوله. 

وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع قد أعلن في 9 آذار/مارس الماضي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للبحث في أعمال العنف التي شهدتها مناطق في شمال غربي سوريا، وبينها قرية أرزة.

وأكد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بعد يومين أن "الحكومة حريصة على عدم السماح بحدوث عمليات انتقام أو تجاوزات بحق أي مكون سوري، وعلى تحقيق العدالة وفق الأطر القانونية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC