logo
العالم العربي

حسابات عسكرية وسياسية أبعدت حزب الله عن المشاركة في حرب "الـ12 يوما"

حسابات عسكرية وسياسية أبعدت حزب الله عن المشاركة في حرب "الـ12 يوما"
عناصر ميليشيا حزب الله اللبنانيةالمصدر: رويترز
28 يونيو 2025، 4:45 م

فسر خبراء سياسيون أسباب عدم انخراط ميليشيا حزب الله اللبنانية في الحرب بين إيران وإسرائيل، رغم أن الحزب ركيزة أساسية في "محور المقاومة" الذي شيدته إيران لمواجهة إسرائيل.

واعتبر الخبراء أن حزب الله اللبناني أبدى ضبطًا للنفس، متجنبًا التدخل لنصرة حليفه الإيراني، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار.

وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال في 19 يونيو/حزيران الجاري: "نحن لسنا محايدين، وسنتصرف بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي-الأمريكي الوحشي ضد إيران".

وأثار التصريح مخاوف جدية في لبنان من تدخل وشيك للحزب في الحرب الدائرة آنذاك بين إيران وإسرائيل".

أخبار ذات علاقة

نعيم قاسم

نعيم قاسم: "حزب الله" يقف إلى جانب إيران

  ويرى بيير رازوه، الباحث الفرنسي في معهد الأبحاث الاستراتيجية في المدرسة العسكرية (IRSEM) في باريس، أن أحد دوافع وجود "حزب الله"، إلى جانب تسهيل الهيمنة الإيرانية على الدولة اللبنانية، هو ردع إسرائيل عن مهاجمة الأراضي الإيرانية، والتدخل إن حدث مثل هذا الهجوم.

وأضاف رازوه  لـ"إرم نيوز" أنه "مع ذلك، لم يطلق الحزب المدعوم من إيران صاروخًا واحدًا، ولا حتى قذيفة مضادة للدروع باتجاه إسرائيل طيلة الأيام الـ12 من الحرب التي خاضتها الأخيرة ضد راعيه المالي والعسكري".

ولفت إلى تصريحات، رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، الذي قال خلال زيارة إلى الدوحة: "نحمد الله أننا نجحنا خلال الأسبوعين الماضيين في منع لبنان من الانجرار إلى حرب جديدة".

هل كانت هذه التهدئة بطلب من طهران؟

ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي فإن تحفظات حزب الله قد وفرت فترة من الهدوء النسبي للبنان، رغم أن الجنوب لا يزال يشهد قصفًا إسرائيليًا متكررًا، آخره كان في 27 يونيو عندما استهدفت إسرائيل مرتفعات منطقة النبطية.

ورأى رازوه أن الجنوب "جبهة شبه مفتوحة"، رغم وقف إطلاق النار الذي أُعلن نهاية نوفمبر بين "حزب الله" وإسرائيل، بعد 13 شهرًا من الاشتباكات التي بدأت حين تدخل الحزب اللبناني دعمًا لغزة، وتضامنًا مع حركة حماس، التي تعهّد بنيامين نتنياهو بتدميرها عقب هجمات 7 أكتوبر.

وأشار إلى أن اتفاقية الهدنة تنص على سحب حزب الله مقاتليه شمال نهر الليطاني (نحو 30 كلم من الحدود مع إسرائيل)، مع قصر انتشار القوات على الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل (الأمم المتحدة).

وتابع: "لكن إسرائيل، بالإضافة إلى خرقها المتكرر للهدنة دون رد من حزب الله، لا تزال تحتل خمسة مواقع "استراتيجية"، رغم أن الاتفاق نصّ على انسحاب كامل لقواتها".

أخبار ذات علاقة

يسرائيل كاتس

كاتس لحزب الله: صبر إسرائيل نفد

 
بينما رأى البعض في تحفظ حزب الله مؤشراً على "لبننة" أجندته الإيرانية، إلا أن آخرين في لبنان يتريّثون في تفاؤلهم.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي دومنيك رينيه: "لا أكون متفائلًا كثيرًا عندما أسمع تصريحات نعيم قاسم المتضامنة مع إيران، فقد قال حرفيًا: نؤكد ونفتخر بأننا إلى جانب إيران وتحت سلطة الإمام خامنئي".

وأوضح رينيه لـ"إرم نيوز" أن حزب الله يخضع لمبدأ "ولاية الفقيه" الشيعي، الذي يضع المرجعية الدينية فوق السياسية، وهذا ما يفسر خضوعه لسلطة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، على حساب سيادة الدولة اللبنانية، وفق تقديره.

وبحسب مسؤول أمريكي رفيع نقلت عنه صحيفة "ذا ناشيونال"، فإن حزب الله لم يتدخل في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل بأمر من طهران، للحفاظ على "ما تبقى من قوته".

وأضاف المسؤول الأمريكي، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، "الحزب الآن تحت ضغط كبير للمحافظة على نفسه. لقد ركع على ركبتيه" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

حريق إثر قصف إسرائيلي سابق على طهران

إسرائيل: هاجمنا مواقع أسلحة نووية وصواريخ "كانت تُنقل لحزب الله"

 

سلاح حزب الله في قلب النقاش السياسي

وأشار رينيه إلى أن السبب لا يقتصر على أمر مباشر من إيران، بل إن حزب الله، الذي أنهكته الضربات الإسرائيلية في جنوبي لبنان وضاحية بيروت الجنوبية لم يكن في موقع يسمح له بخوض حرب جديدة.

وأوضح رينيه أن هناك عدة عوامل تفسر سبب تراجعه عن المواجهة؛ أولها عسكري، فبعد الحرب الأخيرة التي خاضها ضد إسرائيل، تم تقليص قدراته القتالية بشكل كبير، وتمت تصفية قيادته السياسية والعسكرية".

وأضاف أنه إلى جانب حسن نصر الله وابن عمه وخليفته المعين هاشم صفي الدين، تمت تصفية الغالبية العظمى من القيادة العسكرية للحزب، وأدت انفجارات أجهزة "البيجر" إلى إبعاد آلاف المقاتلين عن الجبهة. 

وتابع:" كما أن سقوط بشار الأسد في ديسمبر 2024 حرم الحزب من خطوط إمداده السورية، لافتاً إلى أنه بجانب هذه الحقائق الميدانية، هناك أسباب سياسية وراء تحفظ حزب الله، أبرزها موقف شريكه الشيعي في السلطة، نبيه بري، رئيس البرلمان وزعيم حركة أمل، الذي عبّر بوضوح عن رفضه لانخراط لبنان في مواجهة مباشرة جديدة مع إسرائيل".

وأشار إلى أنه بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، عقب فراغ رئاسي دام سنتين، يسعى مع رئيس الوزراء نواف سلام، بدعم من القوى الغربية والعربية، إلى "فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية"، وهو ما يستدعي احتكار الدولة وحدها للسلاح، ما يعني نزع سلاح الميليشيات في المخيمات والمجموعات اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC