استبعد خبراء ومختصون أن تتمكن حركة حماس من البقاء كبنية عسكرية نظامية في قطاع غزة، عقب تمكن الجيش الإسرائيلي من تفكيك النوايا الصلبة لجناحها المسلح في مخيم جباليا، الذي يعتبر أبرز معاقلها في القطاع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 40 يومًا عملية عسكرية هي الأعنف والأطول في شمال القطاع، وتحديدًا مخيم جباليا، الأمر الذي أدى لتهجير معظم السكان ومقتل وإصابة الآلاف منهم، فيما يؤكد الجيش أن الهدف تفكيك خلايا حماس وتدميرها.
وقال الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، إن "العملية العسكرية الاستثنائية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد شمال قطاع غزة، نجحت في تفكيك قدرات حماس بالشمال وبشكل خاص مخيم جباليا، الذي يعتبر عاصمة الشمال ونواة العمل العسكري للحركة".
وأوضح محمود، لـ"إرم نيوز"، أن "الخطة التي نفذها الجيش الإسرائيلي بشمال القطاع أدت إلى تفكيك حماس وتحويلها لمجموعات عسكرية منفصلة دون أي تواصل مباشر بين تلك المجموعات أو قيادة الحركة العسكرية والسياسية".
وأضاف "ما تقوم به هذه المجموعات هي عمليات فردية وبجهود ذاتية، الأمر الذي يعني أن البناء العسكري الذي بنته حماس على مدار السنوات الماضية قد انهار"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم يكن بحسابات حماس حين تنفيذ هجومها في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وتابع "بتقديري حماس لن تنجح في إعادة بناء منظومتها العسكرية بغزة لسنوات، خاصة وأنها ستكون معرضة للاستهداف المتواصل من قبل إسرائيل، كما أن شروط أي اتفاق لوقف الحرب ستحول دون تحقق ذلك".
وأشار إلى أن "الضربات المكثفة لمختلف المناطق وتحديدًا شمال القطاع الذي يعتبر مركز الثقل العسكري للفصائل الفلسطينية المسلحة وحركة حماس، سيكون سببًا في فقدان تلك الفصائل قدرتها على الدخول في مواجهات عسكرية ضد إسرائيل في المستقبل".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، باسم الزبيدي، إن "إسرائيل تدرك أهمية عملياتها العسكرية في مخيم جباليا، وأنها العملية المفصلية في استمرار الجناح المسلح لحماس وقدرته على الدخول في أي مواجهة ضد جيشها".
وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس لن تتمكن من الاستمرار في بنيتها العسكرية النظامية في غزة، خاصة في حال قرر الجيش الإسرائيلي مواصلة العمليات العسكرية لتشمل وسط القطاع ومدينة دير البلح خلال الفترة المقبلة".
وأضاف "إسرائيل تحاول القضاء على عصب حماس العسكري في شمال وجنوب القطاع؛ لكنها لن تتجاهل مناطق الوسط التي قد تشكل الثقل العسكري للحركة وجناحها المسلح، وتكون نقطة انطلاق لاستهداف المحاور العسكرية الإسرائيلية وخاصة محور نتساريم".
وأشار إلى أن "حماس بدورها تتجنب أي دور لكتائبها بوسط القطاع حفاظًا عليها، وللحيلولة دون تحرك الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية بهذه المنطقة، وهي العملية التي ستكتب نهاية الحركة عسكريًا وسياسيًا"، حسب تقديره.
وختم "لن تتوقف الحرب إلا بضمان إسرائيل تفكيك القدرات العسكرية لحماس وعدم قدرتها على توجيه ضربات منظمة لها"، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل السبب الرئيس في تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرط استئناف الحرب في أي وقت.