الجيش الإسرائيلي: غارة على منصة صاروخية لحزب الله في منطقة الجبين جنوبي لبنان
يرى خبراء أن تبادل الاتهامات بين وزارة الدفاع السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بشأن الهجمات الأخيرة في ريف منبج يمثل مؤشراً خطيراً على تدهور الأوضاع الأمنية الهشة بين الطرفين.
وحذّر الخبراء من أن هذه التطورات قد تشكل بداية لتصعيد عسكري واسع النطاق، خاصة في ظل التباطؤ الملحوظ في تنفيذ بنود اتفاق "الشرع/عبدي" الذي كان يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشاروا إلى أن الهجمات الأخيرة، التي اتهم فيها كل طرف الآخر بالمسؤولية، تهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية الجارية، كما تزيد مخاطر انزلاق المنطقة إلى مواجهات شاملة.
يؤكد الكاتب والباحث السياسي الكردي، إبراهيم كابان، أن الإعلام أدى دوراً سلبياً في هذه المسألة، في محاولة لـ "صب الزيت على النار"، وفق تعبيره.
ووفق كابان فإن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) "لم تبادر بإطلاق النار على أي منطقة من مناطق النفوذ التابعة لتركيا".
وأضاف لـ "إرم نيوز" أن المجموعات الموجودة في المناطق القريبة من دير حافر التابعة لوزارة الدفاع السورية، هي في الأساس تتبع الجيش الوطني الموالي لتركيا.
وأشار إلى أن تحركات عناصر مسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية، سواء في منبج أو محاولات الهجوم على سد تشرين وغيرها، كانت من قبل الجيش الوطني نفسه، مكونة من مجموعات تركمانية وأخرى تابعة لـ "العمشات والسلطان مراد".
وأوضح أن هذه المجموعات نفسها هي التي بادرت بإطلاق النار على مواقع قوات سوريا الديمقراطية التي ردت بدورها على مصادر النيران، وهو ما أكده المركز الإعلامي لقسد في بيانه الأخير، مؤكداً، ومن خلال التواصل مع الممثل الجيوسياسي للمنطقة، صحة هذه المعلومات.
وبيّن الخبير السياسي أن عملية الرد لم تقتصر فقط على الرد على مصادر النيران، بل تمت العملية برفع مستوى الرد بالصواريخ في رسالة تحذيرية لأن موضوع دير حافر شرقي حلب حساس جداً بالنسبة لقسد التي تتواجد قواتها فيه، بموجب اتفاق مع دمشق؛ ما قد يقوّض الاتفاق في حال تكرار هذه الهجمات.
جدير بالذكر أن "المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية رفض ما ورد عن "إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع في الحكومة السورية" بخصوص تعرض نقاطها لهجوم مزعوم من قبل قوات "قسد".
المحلل والناشط السياسي الكردي، عبد الوهاب خليل، يرى من جهته أن ما حدث السبت ليس جديدًا، فدائماً ما تكون هناك محاولات من فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع (سليمان شاه والحمزات) لزعزعة الاستقرار والأمن، من خلال الهجوم أو التسلل إلى نقاط قوات قسد.
وأضاف خليل لـ "إرم نيوز" أن المنطقة شهدت بالأمس دخول أربع عربات عسكرية إلى المناطق الإدارية لقوات قسد من ناحية دير حافر، وعملت على جعل مواقع هذه القوات أهدافًا لنيرانها.
وتابع: "لذلك جاء الرد من قبل قوات قسد كحالة دفاعية مشروعة عبر راجمات الصواريخ، استهدفت وبدقة مكامن ومصادر النيران المهاجمة وأوقعت في صفوفها خسائر مادية وأيضاً جسدية"، وفق قوله.
وأشار إلى أنه على إثر ذلك قامت تلك القوات باستخدام المدفعية والصولات الصاروخية باتجاه مواقع قسد.
وبيّن أن الاشتباكات لم تدم مطولاً، وتفسر هذه كمحاولة لجر قسد إلى اقتتال قبل البدء بالمفاوضات في باريس لتصبح عامل قوة وورقة ضغط على قوات قسد، لكنها فشلت بسبب استخدام قسد ردًا سريعًا وقويًا، وفق قراءته.
التداعيات
ويرى خليل أن هذا الهجوم وما قبله سيكون لهما الأثر السلبي في حال تكرارهما؛ ما سيؤثر سلباً في جميع الأطراف، فليس هناك أي مصلحة لأي طرف بدوام مثل هذه المناوشات.
وأضاف: "كما أنها تسبب المزيد من النزوح للمدنيين، وبالتالي يتطلب من وزارة الدفاع والحكومة السورية وضع حد لهذه الفصائل".
وختم حديثه بالقول إن استمرار هذه المناوشات بكل تأكيد ستكون له تبعاته على اتفاق عبدي/ الشرع، إذ من الممكن اعتبار هجوم الأمس المسمار الأول في نعش الاتفاق، بحسب قوله.