اعتبر مصدر قيادي في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أن الاشتباكات التي تجددت ليلة أمس بين "قسد" والجيش السوري في ريف منبج، شمال شرق محافظة حلب، استهدفت إفشال مفاوضات باريس المرتقبة، متهما مَن وصفهم بـ"بعض المستفيدين الذين لا يريدون أي مصالحة بين الأكراد ودمشق"، بالوقوف وراء الأحداث.
وتزامنت الأحداث مع تصريحات لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تحدث فيها عما قال إنها "جلسة هادئة" قضاها مع الرئيس أحمد الشرع في منطقة بلودان السياحية بريف دمشق.
وكان الشيباني نشر صورة تجمعه بالشرع معلقاً: "جلسة هادئة بعد يوم مزدحم بالعمل من أجل مستقبل مشرق لبلادنا.. بلودان، كعادتها، تُرمم ما أفسده التعب بهدوئها ونسيمها العليل".
وأضاف المصدر القيادي لـ"إرم نيوز"، أن "التوتر لا يزال سيد الموقف إثر اشتباكات ليلة السبت-الأحد بين "قسد" والجيش السوري في ريف حلب الشرقي".
ونوه إلى أن "المشاورات جارية بين الأطراف الكردية بغرض المشاركة المرتقبة في محادثات باريس، والتي من شبه المؤكد أن يحضرها قائد (قسد) مظلوم عبدي، والشرع، بحضور مسؤولين بارزين من الطرفين".
وقال المصدر إن "أزمة منبج ستكون في أولوية الملفات التي ستتم مناقشتها في فرنسا؛ فالمنطقة منذ زمن بين أخذ ورد، باعتبارها حدودية وتُدار بعيداً عن دمشق بشكل أو بآخر"، مؤكداً أن "أي شرارة عنف في الشمال السوري قد تؤدي لإشعال سوريا كلها"، على حد تعبيره.
وأوضح المصدر أن "منطقة منبج المتوترة لا تزال تشهد استنفاراً أمنياً وأصوات سيارات إسعاف، وسط مواجهات متقطعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على محوري سد تشرين-منبج، ومحور دير حافر".
واتهم المصدر "فصائل الحكومة السورية"، بـ"مواصلة حفر الخنادق ونقل المسلحين استعداداً للتصعيد ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تتمتع بانضباط عسكري صارم وخبرة قتالية"، داعياً إلى "تغليب صوت العقل، والالتزام بالتهدئة ودعوة الحكومة السورية لضبط الفصائل التابعة لها".
وأشار المصدر إلى أن "التحصينات مستمرة على طول خطوط التماس مع قوات الجيش في دير الزور والرقة والحسكة وريف حلب، حيث تتجدد المواجهات في القرى الحدودية والمناطق المكشوفة".
وأكد المصدر "وصول تعزيزات عسكرية لقسد على جبهة دير حافر شرق حلب، وكذلك رصدنا تعزيزات عسكرية للجيش السوري على جبهة الخفسة بريف منبج الجنوب".
يأتي هذا التصعيد، رغم الاتفاق الذي وقعه كلٌّ من الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي في آذار/مارس الماضي، ونصَّ على وقف الأعمال العدائية وتثبيت خطوط التماس ودمج (قسد) ضمن صفوف الجيش".
وكانت "قسد" ردت، في بيان، على ما وصفتها بـ"مزاعم وزارة دفاع الحكومة السورية حول استهدافنا لنقاطها في دير حافر"، متهمةً "فصائل غير منضبطة تابعة للحكومة السورية بقصف مناطق سكنية في دير حافر مساء السبت"، في هجوم أسفر عن إصابة أربعة من أفراد الجيش وثلاثة مدنيين.