"فرصة استثنائية".. كيف ستستغل إسرائيل تعليق الوساطة للضغط على حماس؟

تباينت آراء الخبراء والمختصين بشأن إمكانية تصاعد وتيرة العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد قرار قطر تعليق جهود الوسطاء التي تقوم بها من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن الحرب الدائرة في غزة. 

وأمس السبت، أكدت وزارة الخارجية القطرية، أن جهود الدوحة في الوساطة بين حماس وإسرائيل معلّقة في الوقت الحالي، لافتًة إلى أن قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق بذلك. 

 

فرصة استثنائية

وحول ذلك الموضوع، يرى المحلل السياسي، سعيد زيداني، أن "إسرائيل ستستغل القرار القطري لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، بذريعة العمل عسكريًا من أجل استعادة الرهائن والمحتجزين، وأن فشل جهود الوساطة يعرّض أرواحهم للخطر، ويجعل مصيرهم مجهولًا".

وقال زيداني، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي سيبدأ فرض السيطرة العسكرية على شمال القطاع، في إطار استكمال مخطط الجنرالات، وسيكون ذلك بشكل علني ومعلن"، مؤكدًا أن "تعليق جهود الوساطة فرصة استثنائية لإسرائيل".

وأوضح أن "حكومة بنيامين نتنياهو ستعمل على المضي قُدمًا، وبشكل غير مسبوق، على تنفيذ مخططاتها العسكرية في الشمال ومختلف المناطق، كما أنها قد تُقدم على تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة وسط القطاع".

 

وأضاف: "بتقديري سيمكّن ذلك إسرائيل من تقسيم القطاع، وفرض الحكم العسكري على عدة مناطق منه، بينما تكون مناطق أخرى ضحية للفوضى، وغياب أي سلطة محلية يمكنها السيطرة على الأوضاع"، لافتًا إلى أن "هذا الوضع قد يستمر لسنوات طويلة". 

وتابع: "حماس في مأزق كبير بسبب ذلك، وستبذل جهودًا كبيرة بهدف إقناع الوسطاء من أجل التراجع عن هذا القرار، حيث ستقدم وعودًا بالتعاطي بإيجابية مع أي مقترح جديد، والمضي قدمًا بالتهدئة خلال ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن". 

 

 عمليات اعتيادية

ومن جهته، يرى المحلل السياسي، مصطفى قبها، أن "إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية بنفس الوتيرة الحالية دون أي تحرك جديد لعمليات أخرى في أي من مناطق القطاع".

وشدد على أن "ذلك سيكون لحين وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب  إلى البيت الأبيض".

وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي حقق أكبر إنجاز عسكري بتاريخه فيما يتعلق بالصراع مع الفصائل الفلسطينية في غزة، حيث تمكن من القضاء على كبار القادة السياسيين والعسكريين، وتقسيم القطاع لعدة أجزاء". 

 

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يرغب بفترة من الهدوء، ويتجنب فتح مواجهات عسكرية جديدة قبل حسم المعركة مع ميليشيا حزب الله في لبنان".

ولفت إلى أن "إسرائيل ستستغل قرار قطر سياسيًا، لدفع المجتمع الدولي نحو الضغط على حماس للقبول بصفقة تبادل أسرى".

وزاد: "حماس ستكون مضطرة للمضي قدمًا والقبول بأي ضغوط تمارس عليها بهذا الشأن، وهو الأمر الذي سيحقق لإسرائيل مكاسب سياسية جديدة".

وأكد أن "الإسرائيليين لن يقبلوا بسهولة العودة لطاولة المفاوضات"، وفق تقديره. 

وختم: "الإدارة الأمريكية ستواصل الضغط على حماس للقبول بصفقة تبادل أسرى، وستعطي ضوءًا أخضر لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالقطاع، في حال لم تتراجع الحركة وتقبل بما يعرض عليها".