كشفت مديرة الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إيناس حمدان، اليوم الجمعة، عن أن 6 آلاف شاحنة مساعدات تابعة لها عالقة على حدود غزة، مؤكدة أن الوضع الإنساني في القطاع "فاق الوصف".
وقالت حمدان في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "غزة تتضور جوعًا، ولم تعد هناك كلمات تصف فظاعة ما يحدث".
وأضافت: "الآباء يعرّضون حياتهم للخطر فقط للحصول على صندوق طعام لأن أطفالهم يتضورون جوعًا، وبعضهم يعود بدون طعام، وبعضهم لا يعود أبدًا بسبب مصائد الموت قرب مراكز توزيع ما يُعرف بمؤسسة غزة الإنسانية".
وتابعت: "منذ توقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل أكثر من أربعة أشهر، ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بشكل مقلق، مع زيادة بنسبة 150% في الحالات منذ وقف إطلاق النار".
وقالت: "بين مارس/آذار ويونيو/حزيران 2025، أجرت مراكز الأونروا الصحية ونقاطها الطبية قرابة 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وتم تحديد قرابة 5500 حالة من سوء التغذية الحاد العالمي، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الشديد".
وأوضحت حمدان أن "الأمهات أيضًا يعانين من سوء تغذية، وهذا يؤثر سلبًا على وضعهن الصحي، خصوصًا خلال فترة الحمل".
وتابعت: "أفاد زملاؤنا في الصحة بالأونروا بأن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران، نتيجة الحصار الكامل المفروض على القطاع".
وقالت إن "الوضع الحالي لتوزيع المساعدات في غزة مفجع ومؤلم، وكان بالإمكان منعه"، مشيرة إلى أنه خلال الهدنة أثبتت الأمم المتحدة أنها قادرة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة بأمان وعلى نطاق واسع في قطاع غزة.
وأضافت: "لدينا الأنظمة والخبرة والإرادة، ما نحتاجه هو الوصول؛ دعونا نقوم بعملنا"، لافتة إلى أن الأونروا تدير أكبر عملية غذاء مستمرة تابعة للأمم المتحدة في العالم، وقد حافظت على عملها بفعالية ونجاح لمدة 75 عامًا.
وقالت: "لدى الأونروا وحدها نحو 6000 شاحنة من الإمدادات عالقة خارج غزة، في انتظار الدخول. 45% من هذه الشحنات تتضمن مواد غذائية حرجة وإمدادات طبية منقذة للحياة".
وتابعت: "في الوقت الراهن، تتحكم السلطات الإسرائيلية وحدها في مَن، وكيف، وكم، وما يدخل إلى القطاع، ونوعية الإمدادات المسموح بها".
وحول آلية "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع المساعدات، قالت حمدان: "للأسف، تحوّلت عملية توزيع المساعدات إلى مصيدة للموت".
وأضافت: "نموذج مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات يُهين الغزيين ويجرّدهم من إنسانيتهم، وهذا نظام بائس لا يتماشى مع أي من مبادئ العمل الإنساني".
وشددت على ضرورة أن تكون المساعدات واسعة النطاق وآمنة، مضيفة: "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا".
