logo
العالم العربي

هجوم واشنطن "ينعش" خطط نتنياهو لتوسيع حرب غزة

هجوم واشنطن "ينعش" خطط نتنياهو لتوسيع حرب غزة
اغتيال موظفين بسفارة إسرائيلالمصدر: إرم نيوز
23 مايو 2025، 6:43 ص

أحدثت عملية قتل اثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن حالة إرباك في المشهد السياسي المتصل بالحرب على قطاع غزة، قد تفتح فصلا جديدا بعد مرحلة تحول شهدها العالم في خطاب حلفاء إسرائيل الذي ندد بسلوكها في غزة.

فمن التعاطف مع الفلسطينيين إلى دعم إسرائيل في "مظلوميتها"، تحول الحال، كما قد تتبدل المواقف السياسية، لتستفيد تل أبيب في المحصلة وتستكمل خططها بغزة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ومعاداة السامية، بحسب ما يقول خبراء.

ورأى خبير قضايا الأمن الاستراتيجي، عمر الرداد، أن الإدارة الأمريكية بمختلف مستوياتها لن تستطيع مقاومة ضغط اللوبيات اليهودية، لذلك ستتضامن مع إسرائيل وتعيد النظر بمواقفها، خاصة بعد التحولات الملحوظة في مواقف الرئيس الأمريكي وغيره من أعضاء إدارته، بما ظهر من اختلاف في وجهات النظر تجاه معالجة الحرب في غزة.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الإدارة الأمريكية تصر على الإفراج عن الرهائن أولا ثم الذهاب لمناقشة القضايا الأخرى، في حين يصر نتنياهو واليمين المتطرف على أن يتم القضاء على حماس دون الاهتمام الكافي بقضية الرهائن.

خطاب بمفردات جديدة

وأشار الرداد إلى أنه بعد حادثة واشنطن "سنكون أمام خطاب بمفردات جديدة من قبل الإدارة الأمريكية وسيعاد إنتاج مقاربات أكثر دعما لإسرائيل تذكرنا بفترة الحملة الانتخابية لدونالد ترامب".

وبين الرداد أن من تداعيات الحادثة السلبية توحد المعارضة الإسرائيلية مع حكومة نتنياهو بعد أن كانت على خلاف وصدام واسع.

وأردف: "لا تستطيع المعارضة الإسرائيلية إدانة الحكومة اليمينية باعتبارها السبب دون توقف الحرب وإحلال السلام".

وتابع: "ستركز الحكومة الإسرائيلية على مفردات معاداة السامية وخطاب الكراهية وقد تطالب بطرد المؤيدين للفلسطينيين من الجامعات الأمريكية باعتبارهم معادين للسامية، وهذا الخطاب سينتشر ويتوسع داخل الولايات المتحدة".

أخبار ذات علاقة

من أمام المتحف اليهودي في واشنطن

إسرائيل تحقق بـ"الإخفاقات الأمنية" في هجوم المتحف اليهودي

 التوسع في حرب غزة

وأشار الرداد إلى أن إسرائيل بعد هذه الحادثة ستتوسع في حربها على غزة، كما ستتمسك بمقارباتها المتعلقة بالقضاء على حركة حماس، مبينا أن تل أبيب ستستثمر هذه الحادثة، خصوصا الإعلام الإسرائيلي ومراكز الإعلام ووكالات الأنباء بضغط من اللوبيات اليهودية بالتركيز على مظلومية إسرائيل دون الإشارة لمظلومية الشعب الفلسطيني، الأمر الذي سيقلب الأوضاع.

وشبه الخبير الرداد حادثة واشنطن بتداعياتها المحتملة بعملية ميونيخ ضد الفريق الرياضي الإسرائيلي في بدايات سبعينيات القرن الماضي، حيث انقلب الحال لصالح إسرائيل بعد التضامن الكبير مع القضية الفلسطينية، مضيفا: "انقلب حينها الحال تماما وهمش النضال الفلسطيني".

ولفت الرداد إلى أن حادثة واشنطن ستعطي اليمين الإسرائيلي دافعا أقوى للتوسع بالعمليات الوحشية في غزة، إضافة إلى التمسك بمطالبه بخصوص الحل السياسي في غزة ومن بينها ترحيل عناصر حركة حماس وتسليم السلاح.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

نتنياهو: لا يمكن إنهاء حرب غزة إلا بتنفيذ "خطة ترامب"

 في المقابل، رأى الخبير السياسي، مبارك آل عاتي، أن التعاطي الأمريكي مع إسرائيل بعد هذا الحادث قد ينقلب بعد أن شهدت علاقاتهما الثنائية حالة من الانفصال.

وقال في حديث لـ"إرم نيوز"،  إن هذا الحادث سيدعو الإدارة الأمريكية بأن تطالب إسرائيل بمزيد من الإجراءات التي تسهم بعودة الشعب الإسرائيلي إلى المجتمع الدولي بعد حالة الانعزال التي كان يعيشها.

الضغط على نتنياهو

وأضاف: "ربما يستثمر ترامب هذا الحادث بممارسة المزيد من الضغط على نتنياهو لإبداء أن سلوك نتنياهو هو الذي تسبب بهذه الحادثة، وقد يعيد الرئيس الأمريكي التأكيد على قوة علاقته مع إسرائيل وأنه ملتزم بدعم أمنها، وهذه مفارقة تدخل ضمن معادلة مهمة سيحافظ عليها ترامب، حيث سيدعم إسرائيل استراتيجيا لكنه بنفس الوقت سيمارس الضغط على نتنياهو كي يراجع سلوكه الحربي في قطاع غزة من خلال التوصل لاتفاق".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي عادة ما يتخذ قرارات قوية ومفاجئة، مبينا أن هذا الحادث قد يتسبب بمراجعة العلاقة الفيدرالية مع الجامعات الأمريكية، وقد تعود الإدارة الأمريكية للتصعيد ضد الجامعات وأصوات الطلبة الداعمة للفلسطينيين.

وتابع آل عاتي: "عُرف عن إسرائيل انتهازيتها، فهي تستغل كل الفرص للظهور بمظهر الضحية، وستجيد التباكي، كما لن تتوقف آلتها الإعلامية في سبيل استغلال هذا الموقف دبلوماسيا لتحقيق المزيد من الضغط والتصعيد في أروقة الأمم المتحدة"، وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

دبابات إسرائيلية تتجه إلى غزة

هل "تفرمل" التهديدات الغربية لإسرائيل "عربات جدعون"؟

 تشديد مواقف ترامب

من جهته، أكد الباحث بمركز الحبتور للأبحاث، مصطفى أحمد، أنه في مثل هذه الظروف، غالباً ما تتعرض الإدارة الأمريكية لضغوط سياسية وإعلامية مكثفة للتضامن مع إسرائيل، ما قد يدفع ترامب إلى تشديد موقفه أو إعادة النظر في أي مرونة أظهرها مؤخراً تجاه ملف غزة أو في علاقته مع الحكومة الإسرائيلية.

وأكد في حديث لـ"إرم نيوز" أن مثل هذا الحادث قد يُستغل سياسياً للضغط على ترامب من قبل اللوبيات اليهودية، وقد يُستخدم لتشويه أي موقف متعاطف مع الفلسطينيين أو داعم لوقف الحرب، تحت ذريعة حماية أمن الدبلوماسيين ومكافحة معاداة السامية، وفق قراءته.

وأضاف أحمد أنّ "من المرجح أن ينعكس الحادث سلباً على أي تحول إيجابي في الموقف الأمريكي من ملف غزة، على الأقل في المدى القريب، نتيجة تصاعد الخطاب الأمني والتضامني مع إسرائيل". 

نقطة تحول

ورأى أن حادث واشنطن يأتي في موقف حرج بعد نقطة التحول في خطاب الحلفاء تجاه إسرائيل بعد البيان المشترك الأخير الصادر عن المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، والذي هدد باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل إذا لم توقف عملياتها العسكرية المتجددة في غزة وتزيد بشكل كبير من المساعدات الإنسانية، يمثل تحولا كبيرا في الخطاب الدولي المحيط بالصراع المستمر.

وأكد أن إسرائيل قد تستغل هذا الحادث سياسياً لإعادة توجيه الرأي العام نحو التعاطف معها، وتبرير سياساتها الأمنية والعسكرية، وحتى صرف الأنظار عن الانتقادات الدولية المتزايدة لسياساتها في غزة.

وأضاف "غالباً ما توظف إسرائيل مثل هذه الحوادث لتعزيز سردية بأنها ضحية للإرهاب ومعاداة السامية، خاصة في الأوساط الغربية والأمريكية.

أخبار ذات علاقة

الجنرال إيال زامير في غزة بوقت سابق

خلال أيام.. إسرائيل تستعد للتوسع في عملية "عربات جدعون" بآلاف الجنود

 لعب دور الضحية

ومن المرجح، بحسب أحمد أن تستغل إسرائيل الحادث لتقوية موقفها السياسي وإضعاف أي دعم عالمي للقضية الفلسطينية على الرغم من أن منفذ العملية أمريكي وليس عربيًا أو فلسطينيًا، ومن ثم تحسين صورتها كضحية في مواجهة ما تصفه بـ"الإرهاب"، ما قد يؤدي إلى تراجع أو تحييد الانتقادات الموجهة لها مؤقتاً، خاصة في الإعلام الأمريكي والغربي، وفق قوله.

وأردف الباحث السياسي مصطفى أحمد: "هذا يدفعنا للتساؤل حول احتمال أن تكون إسرائيل قد لعبت دورًا في هذا الحادث بهدف تحويل الأنظار الدولية، واستدرار تعاطف الرئيس الأمريكي، وتوجيه اهتمامه نحو إسرائيل، بما يسهم في تخفيف الضغوط المفروضة عليها"، على حد قوله.

الضرر على ملف غزة

ويتوقع أحمد أن يضر هذا الهجوم بشكل كبير بملف غزة وما يجري فيها من مجازر، حيث نجحت الجهود الدبلوماسية والشعبية في تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة والمجازر التي ترتكب هناك.

وتابع أن "هذا الهجوم قد يحول الانتباه بعيدًا عن هذه القضية الجوهرية، ومن الممكن أن يؤدي الحادث إلى تحويل جزء من الاهتمام الإعلامي والسياسي من الجرائم والانتهاكات الجارية في غزة إلى قضية "أمن الدبلوماسيين الإسرائيليين" و"مكافحة معاداة السامية" مما قد يقلل من حجم التعاطف مع الفلسطينيين ويضعف الضغط الدولي لوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية".

وأضاف أن هذا التحول في التركيز يمكن أن يخدم مصالح إسرائيل في تقليل الانتقادات الموجهة إليها وتبرير إجراءاتها بحجة الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب.

في الوقت ذاته، يرى أحمد أن الحادث قد يؤثر على الأصوات المطالبة بوقف حرب غزة، إذ ستجد نفسها في مواجهة اتهامات بمعاداة السامية أو التحريض، كما سيعزز الحادث من سردية المظلومية التي أطلقتها إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 ما قد يضعف من زخم الحراك الداعم لغزة في الولايات المتحدة، خاصة في ظل المناخ السياسي والإعلامي المتوتر، وفق قراءته. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC