يرى خبراء ومختصون سياسيون، أن موقف عدد من الدول الأوروبية وكندا الأخير من الحرب في قطاع غزة لن يدفع إسرائيل لتأجيل عمليتها العسكرية الجديدة "عربات جدعون" أو يضغط عليها؛ من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن مع حركة حماس.
وفي بيان مشترك، هدد قادة فرنسا وبريطانيا وكندا، باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف الحرب في غزة وترفع القيود عن دخول المساعدات للسكان، مؤكدين معارضتهم الشديدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية بالقطاع.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا، والضغوط الخارجية تحرف إسرائيل عن طريقها في الصراع من أجل وجودها وأمنها وضد الأعداء الذين يعملون على تدميرها".
وقال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، إن "الموقف الأوروبي الكندي من الحرب في غزة لن يؤثر كثيرًا على إسرائيل حتى لو كانت هناك خطوات جادة لوضع حد للممارسات الإسرائيلية"، مبينًا أنه يصعب على أوروبا اتّخاذ خطوات عاجلة ضد إسرائيل.
وأوضح عوض، لـ"إرم نيوز"، أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه اتخاذ قرار جماعي ضد إسرائيل في ظل الدعم المطلق من بعض الدول لها"، مشددًا على أن الحراك يغلب عليه الطابع الأخلاقي من جانب الدول الثلاث.
واستدرك: "الموقف بخطواته العملية يواجه الكثير من الصعوبات لجعله وسيلة فاعلة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة فقط هي الدولة التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو.
وتابع أن "الحكومة الإسرائيلية لن تبالي بما يحدث، بالرغم من أن ذلك يعمق الخلافات ويزيد التوتر بين الدول الأوروبية وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعمل في إطار تجاهل الرد الأوروبي ويمكن أن تطرد سفراء بعض دوله.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، أن "الدول الأوروبية هي من شرعت لإسرائيل حربها ضد قطاع غزة، من خلال مواقفها الداعمة والمؤيدة لحكومة بنيامين نتنياهو منذ اندلاع الحرب"، مبينًا أن ذلك زاد من وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الهندي، لـ"إرم نيوز"، إن "الموقف الأوروبي يمكن أن يؤدي لوقف الحرب بمستوى أعلى من الحالي، وعبر المزيد من الإجراءات خاصة في المجال الاقتصادي والمساعدات المالية لإسرائيل وملف المساعدات العسكرية".
وأضاف: "التبادل التجاري بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي قد يتضرر، والإجراءات هي مهمة، لكنها غير كافية لوقف الحرب في قطاع غزة، وهناك تحول بالموقف الأوروبي من ناحية الأوروبيين الأصليين أنفسهم".
وأوضح أن "هذا التحول زادت حدته خلال الفترة الماضية، وعدد من الدول تتظاهر اليوم من أجل وقف الحرب، والمواقف تزداد في الاتحادات والنقابات المهنية، والحكومات الأوروبية، تحاول تلبية رغبات جمهورها الذي يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل".
وشدد على أنه بالرغم من الموقف الأوروبي الحالي والمحاولات لوقف الحرب في غزة، إلا أن إسرائيل لن تتجاوب إلا مع الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة وأنها لا تتعامل مع الاتحاد الأوروبي كضاغط فاعل في السياسة الدولية.