يرى خبراء، أن مقترح ستيف ويتكوف لإنهاء الحرب في غزة جُهّز بشكل يضمن رفض حركة حماس له، حتى تستكمل إسرائيل الحرب، ويكون الوصول إلى إتمام مخطط تهجير الفلسطينيين، وتحويل القطاع إلى منتجع "ريفييرا الشرق الأوسط" وفق رؤية ترامب.
وأشار الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن نتنياهو وترامب عبر المقترح يريان أن ارتكاب المجازر واستخدام سلاح المجاعة وتفشي الأمراض والوضع الإنساني غير المحتمل وعسكرة المساعدات الإنسانية والضغط على السكان للتحول ضد حركة حماس، عبارة عن أضلاع أساسية للاقتراب من الهدف الموجه للقطاع بألا يكون حالة بقاء للقضية الفلسطينية، في ظل عدم وجود أي رؤية لإعادة الإعمار ضمن المقترح.
ورفض الخبراء، ما يروج له من وجود خلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول وقف إطلاق النار في غزة، وأن الأخير انصاع للمقترح المقدم من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ضمن ضغوط الرئيس الجمهوري.
مقترح ويتكوف
وكان خرجت مؤخرا تقارير حول أن إعلان بنيامين نتنياهو، الموافقة على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، جاء في ظل رضوخه لـ"ترامب" الذي سلك معه كل الطرق لإنهاء الحرب في القطاع المدمر.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، يتضمن مقترح "ويتكوف" إطلاق سراح 9 رهائن أحياء، و18 قتيلا، وسيتم إطلاق سراحهم على مرحلتين خلال أسبوع، مقابل التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يتم خلالها إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في نهاية المفاوضات، قد تعود إسرائيل إلى القتال أو تواصل المفاوضات مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في جنين، الدكتور أمجد شهاب، أن استخدام مصطلح "نفذ صبر ترامب تجاه نتنياهو" عبارة عن ترويج لا يتناسب مع الواقع في ظل وجود اتفاق ومصلحة مشتركة بين الحكومة اليمينية في تل أبيب والإدارة الجمهورية في واشنطن، بعدم خروج إسرائيل من القطاع وإنهاء الحرب إلا بتحقيق الأهداف كاملة التي شنت من أجلها العدوان.
وبحسب شهاب في تصريح لـ"إرم نيوز"، فإن نتنياهو يبحث عن اتفاقيات جزئية "هدنة مؤقتة" بالاتفاق مع واشنطن بهدف استسلام حركة حماس وسط التمسك بمشهد في "حرب الصور" يحمل لقطة هزيمة الحركة.
أضلاع المخطط
واستكمل شهاب أن نتنياهو وترامب عبر المقترح يريان أن ارتكاب المجازر واستخدام سلاح المجاعة وتفشي الأمراض والوضع الإنساني غير المحتمل وعسكرة المساعدات الإنسانية والضغط على السكان للتحول ضد حماس، عبارة عن أضلاع أساسية للاقتراب من الهدف الموجه للقطاع بألا يكون حالة بقاء للقضية الفلسطينية.
وأوضح شهاب أنه بناء على هذا الهدف كل ما يخرج من أطروحات يصاحبها تأكيد من جانب واشنطن وتل أبيب بعدم قبول حركة حماس بها لأن الحد الأدنى غير متوفر بانسحاب قوات الاحتلال من مراكز مهمة بالقطاع في ظل عسكرة المساعدات وعدم وجود ضمانات بوقف المجازر وتلاشي أي رؤية لعملية إعادة الإعمار.
وتابع شهاب بأن المخطط ينعكس بوضوح بعدم طرح عملية انتقال سلس لإدارة القطاع بعد وقف إطلاق النار؛ لذلك فإن كل المعطيات تدل على أن الهدف الأساسي استسلام حماس والبدء فعليا في تهجير الفلسطينيين من غزة.
"المقترح صمم لترفضه حماس"
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور نزار نزال، إن من يعتقد أن ترامب سيضغط على نتنياهو لقبول الهدنة هو مخطئ، مدللا على ذلك بأن الورقة الأخيرة لـ"ويتكوف" منسجمة تماما مع الموقف الإسرائيلي وعلى الفور قبلت به تل أبيب.
وأكد نزال في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الاقتراح الأخير يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ولا يوجد به نصوص لها علاقة بوقف الحرب، وحتى موضوع المساعدات الإنسانية لم يأت بخصوصها نص صريح يساهم في الوصول إلى الآلية التي كان معمولا بها في السابق، بالتالي هذا الاقتراح من الطبيعي أن ترفضه حركة حماس، لأنه لا يقدم الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
وأضاف نزال، أن هذا المقترح يتفهم الواقع الائتلافي في حكومة نتنياهو، ويلبي رغبة اليمين رغم الأصوات التي تعارض ذلك، مستغربا من وجود توقعات بضغط ترامب على نتنياهو لوقف المجازر في وقت لم يخرج في يوم ما ممارسة أي تصرف من الإدارة الجمهورية على الإسرائيليين لوقف الحرب والانسحاب الكامل وفك الحصار.
ويعتقد نزال أن قبول مقترح ويتكوف من إسرائيل يبين مدى تناغم "الورقة" بشكل تام مع ما يريده نتنياهو، مرجحا صياغتها في تل أبيب، في وقت تريد واشنطن من خلال ذلك وضع حركة حماس في الزاوية حتى تزيح الضغط من على ظهر الحكومة الإسرائيلية.
وأشار نزال إلى أن إسرائيل لديها مشروع متناغم مع الولايات المتحدة، تحدث عنه ترامب من اللحظة الأولى لاستلامه مقاليد الحكم في البيت الأبيض، بأن الحل هو ترحيل الفلسطينيين وليس انسحاب إسرائيل، مع إعطاء جغرافيا غزة للأمريكيين حيث يتم تحويلها إلى منتجع أمريكي أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط".
وشدد "نزال" على أن من يراهن على الموقف الأمريكي مخطئ تماما وواشنطن هي الشريك حتى العظم لما يجري في غزة.