logo
العالم العربي

فجوات تعيق هدنة لبنان .. هوكستين يسابق الزمن قبل مغادرة بايدن

فجوات تعيق هدنة لبنان .. هوكستين يسابق الزمن قبل مغادرة بايدن
آموس هوكستينالمصدر: أ.ف.ب
21 نوفمبر 2024، 5:29 ص

رأى خبراء في الشأن اللبناني، أن احتمالات نجاح المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، في مهمته لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، "ضئيلة".

وعزوا ذلك بحسب تصريحات لـ "إرم نيوز"، إلى معوقات تتعلق برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إتاحة الحق لبلاده، باستباحة لبنان بشكل رسمي، عبر اتفاق وبموافقة من جانب الدولة، لفتح المجال له بحسب الوقت المناسب في القيام بعملية عسكرية قائمة على اجتياح جنوب لبنان.

كما أن إشارات "حزب الله" التي وصفوها بالـ "مطاطة"، حول التفاوض لوقف الحرب، تزيد تعقيد فشل "التهدئة"، وسط أوراق متداخلة دون صيغ حقيقية واضحة.

أخبار ذات علاقة

عاموس هوكستين في بيروت

هوكستين من بيروت: سأسافر إلى إسرائيل لإنهاء الأمر

 ووصف الخبراء "هوكستين"، أنه "ساعي بريد"، يحمل في حقيبته خطابات متناقضة، لا سيما مع ما هو متضمن في المقترح الأمريكي فيما يخص شروط إسرائيل "المستفزة".

ونتيجة لذلك، استبعد الخبراء، إنجاز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقف إطلاق النار أو التوصل إلى هدنة بين لبنان وإسرائيل، في الوقت المتبقي من ولايتها.

وتوقعوا أن تحقيق أي نجاح في المفاوضات، سيسبقه نوع من التصعيد بين الجانبين في الفترة المقبلة، بالتزامن مع رغبة طهران في امتلاك أوراق قوة تكون بحوزتها خلال أي تواصل قادم من جانب إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قبل تسلمه السلطة في الـ20 من يناير / كانون الثاني المقبل.

أخبار ذات علاقة

ميقاتي وهوكستين

هوكستين يختتم مباحثاته في بيروت.. وترقب لـ"إعلان حاسم" من تل أبيب

 والحال ذاتها لـ"نتنياهو"، فهو يرغب في تحقيق أهداف من بينها التمهيد لنفسه بتوجيه ضربة إلى إيران، مستغلًّا أمام الغرب، الدعم المقدم من "طهران" إلى الميليشيا اللبنانية.

وتعقيبًا على ذلك، يرى الخبير الإستراتيجي، راغب رمالي، أن احتمالات نجاح هوكستين في مهمته "ضئيلة"، في ظل العائق الأكبر الخاص بتعامل "نتنياهو"مع ما استجد على صياغة بنود المقترح الأمريكي بعد زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت، والتي لا يتماشى الجانب الأكبر منها مع ما تريد أن تمرره "تل أبيب"، فيما يخص الحق في استباحة سماء وحدود لبنان.

ويوضح "رمالي" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن بوادر السير في جهود حقيقية للتهدئة ليست مطمئنة، في ظل عراقيل تفرضها الأطراف، إسرائيل وحزب الله، لا سيما المراوغات حول تنفيذ  القرارات الأممية المتعلقة بالداخل اللبناني ما بين 1701 و1559، والصيغ التنفيذية لها وأي إضافات حولها.

وأصبحت هذه القرارات "ساحة لعب" أساسية بين إسرائيل من جهة، وحزب الله الذي يتعامل كواجهة لمصالح إيران وارتباطه بطهران، وفق تعبيره.

ويستكمل "رمالي" إن "الأزمة واضحة من جانب إسرائيل التي تريد استباحة لبنان بشكل رسمي عبر اتفاق وبموافقة من جانب الدولة اللبنانية، رغبة في فتح المجال بحسب الوقت المناسب لـ"تل أبيب" في القيام بعملية عسكرية قائمة على اجتياح جنوب لبنان، ضمن خطة نتنياهو التوسعية في المنطقة، بجانب إنهاء أي محاولات تعطي جبهة لإيران أمام اسرائيل.

ويشير "رمالي"، إلى أن أي إشارات من جانب حزب الله حول التفاوض لوقف الحرب هي "مطاطة"، ويعتمد فيها على الرغبات الإسرائيلية التي ليست مقبولة على مستوى لبنان الرسمي أو على الجانب الإقليمي والدولي.

وتابع إن "إشارات حزب الله ليست جادة، لأن الموافقة على بنود عدة فيما طرح بالمقترح الأمريكي، تهدد بمحو وجوده، من حيث تسليم سلاحه إلى مؤسسات الدولة اللبنانية وترك مجاله الجغرافي العسكري والشعبي والسياسي في الجنوب اللبناني، حتى لو كانت تلك "الجغرافيا"، شبه فارغة في الوقت الحالي، ولكن إعادة استخدامها مستقبلًا، ليس بالأمر المعقد".

ومن جانبه، يقول الباحث السياسي اللبناني ، ناصر عمر ، إن "الأوراق ما زالت متداخلة ولا يوجد صيغة حقيقية تحمل نية وقف إطلاق النار، في وقت بات فيه "هوكستين" عبارة عن "ساعي بريد"، يحمل في حقيبته خطابات متناقضة وشروطًا إسرائيلية "مستفزة".

ويستبعد "عمر" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إنجاز إدارة بايدن، وقفًا لإطلاق النار أو التوصل إلى هدنة في الوقت المتبقي من ولايتها".

وبحسب التوقعات، فإن تحقيق أي نجاح في المفاوضات، سيسبقه نوع من التصعيد بين الجانبين في الفترة المقبلة، بالتزامن مع رغبة طهران في امتلاك أوراق قوة تكون بحوزتها خلال أي تواصل قادم من جانب إدارة ترامب، حول وقف إطلاق النار، والحال ذاتها لـ"نتنياهو" الذي يرغب في تحقيق أهداف من بينها التمهيد لنفسه بتوجيه ضربة إلى إيران، مستغلًّا أمام الغرب، الدعم المقدم من "طهران" إلى الميليشيا اللبنانية.

وأردف "عمر" بالقول" إن فشل جهود التهدئة هذه المرة، سيفتح الباب بشكل مباشر لإدارة "ترامب" في التعامل المباشر، حتى يكون تحقيق أي هدنة، بمثابة إعلان إيجابي لسياساته في وقف الحروب، وإحراج إدارة بايدن التي تعمل على هذا الملف منذ أشهر".

واستبعد "عمر"، أن ينجح "هوكستين" في مهمته التي لا تقف على أوراق واضحة، تحمل بنودًا مباشرة مقبولة من الجانبين.

وكان اختتم المبعوث الأمريكي آموس هوكستين الأربعاء، مباحثاته المكثفة في بيروت، حيث أجرى لقاءات من بينها مع رئيس البرلمان نبيه بري، وقائد الجيش اللبناني وعدد من الزعماء السياسيين، ليتوجه إلى تل أبيب، لبحث الموقف الإسرائيلي من المقترح الأمريكي.

وتركزت اجتماعات "هوكستين" في لبنان، على تنقيح مسودة اتفاق وقف إطلاق النار، مع إجراء تعديلات تهدف إلى تجنب مصطلحات قد تعرقل قبول الأطراف المختلفة. 

 

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC