تواجه وكالة وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مساعي من الولايات المتحدة وإسرائيل لشطب دورها تماماً في الأراضي الفلسطينية وأماكن لجوء الفلسطينيين، ما يفاقم من أوضاع مئات آلاف اللاجئين في مناطق عمل "أونروا" الخمسة، خاصة في قطاع غزة.
وحاولت واشنطن وتل أبيب إيجاد بدائل للمنظمة الأممية، عبر تشكيل كيانات إغاثية مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" لكن عملها قوبل بانتقادات واسعة من أطراف فلسطينية وغير فلسطينية.
وقال المتحدث باسم "أونروا" عدنان أبو حسنة إنه "لا يمكن على الإطلاق أن يكون هناك بديل للوكالة، فهي الجهة الوحيدة التي تملك تفويضاً من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا أحد يستطيع القيام بدورها في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة".
وأضاف لـ"إرم نيوز": "أونروا تُعد الجسم الوحيد المتماسك الذي لا يزال يعمل بكفاءة في قطاع غزة، وتضم نحو 12 ألف موظف"، مشدداً على أن "الحديث عن بدائل ليس منطقياً ولا حقيقياً، لأن الواقع يُثبت أنها الوحيدة التي تمارس العمل الإنساني فعلياً على الأرض".
أوضح أبو حسنة، أن "توقف عمل الوكالة سيشكّل كارثة إنسانية كبرى"، مشيراً إلى أنه "لا توجد أي بدائل عملية تقوم بما تقوم به أونروا حالياً".
وقال: "الوكالة تستوعب في منشآتها التعليمية، رغم الدمار، نحو 300 ألف طالب، منهم 65 ألف يتلقون التعليم الوجاهي، وتستقبل، يومياً، ما يقارب 15 ألف مريض".
وأضاف: "منذ السابع من أكتوبر، قدمنا أكثر من 15 مليون استشارة طبية، وافتتحنا عيادات في غزة وشمال القطاع، ونواصل تقديم خدمات المياه، والدعم النفسي، وإزالة النفايات الصلبة، وتوزيع بعض المواد الغذائية التي تصلنا من منظمات أخرى".
وأشار إلى أن "آلاف الشاحنات التابعة للأونروا، والمحملة بمساعدات غذائية تكفي لثلاثة أشهر، إضافة إلى خيام وأغطية ومستلزمات إغاثية لمليون و300 ألف شخص، ما زالت ممنوعة من الدخول من قبل إسرائيل".
وشدد أبو حسنة على أن "غياب أونروا يعني انهياراً كاملاً للخدمات الإغاثية، والإنسانية، والتعليمية، والصحية في قطاع غزة"، مؤكداً أن أونروا هي شريان الحياة في القطاع، وقطع هذا الشريان يعني كارثة إنسانية بكل المقاييس.
من جانبه، أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا أن أونروا لا يمكن استبدالها بأي مؤسسة أو هيئة أخرى، مشدداً على أنها تمثل ليس فقط العمود الفقري للعمل الإنساني في غزة، بل تحمل بعداً رمزياً يرتبط جوهرياً بقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال لـ"إرم نيوز": "الخدمات التي تقدمها أونروا تشمل التعليم لأكثر من 300 ألف طالب، والرعاية الصحية لعشرات الآلاف من المرضى، إضافة إلى الدعم الإغاثي والاجتماعي وإدارة المخيمات"، معتبراً أن هذه الخدمات باتت أكثر أهمية في ظل الأوضاع الكارثية التي تمر بها غزة
وطالب الشوا: "بتكثيف الدعم المالي والقانوني والدبلوماسي للوكالة"، مؤكداً ضرورة أن تكون "أونروا" طرفاً أساسياً في عملية إعمار القطاع وتعافيه، بما يشمل إعادة تأهيل مقارها ومرافقها لضمان استمرار التزاماتها تجاه اللاجئين.
وأشار أمجد الشوا إلى أن أونروا لا تزال حاضرة على الأرض، وتواصل تقديم خدماتها رغم حملات التحريض الإسرائيلية ومحاولات الحظر المتكررة، لافتاً إلى أن "ما تواجهه من قيود، خاصة فيما يتعلق بمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قد قلّص من قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة".
وبيّن الشوا أن "هناك حاجة ملحة لإدخال نحو 6000 شاحنة من المساعدات الخاصة بالأونروا إلى غزة، إلى جانب توفير دعم مالي عاجل لتعزيز جهود الوكالة في قطاعات التعليم والصحة والإغاثة".
وختم بالتأكيد على أن "الأونروا تُعد أحد الأجسام الرئيسة في بنية العمل الإنساني الدولي في فلسطين"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة نفسها تؤكد عدم وجود أي بدائل حقيقية يمكنها أن تحل محل الوكالةـ ما يرسّخ أهمية استمرار دعم الأونروا دون انقطاع.