اعتبر تقرير أن الموقف الإيراني بدعم الخطة الأمريكية في غزة يعد مشهدًا جديدًا ولافتًا في دبلوماسية اعتادت أن تقف في الجبهة المقابلة لأمريكا لا أن تكون في صفها.
غير أن لهذا التحول الإيراني ما يبرره، فهواجس طهران من حرب إسرائيلية جديدة ضدها ما زالت قائمة، خاصة أن الرأي العام الإيراني بات على يقين من أن حرب الـ12 يومًا دمرت الكثير من الدفاعات الجوية لطهران.
ويرى تحليل حديث نشرته وكالة "أسوشيتد برس" أن إيران تجد نفسها في واحدة من أضعف لحظاتها منذ ثورة 1979، وذلك في وقت يرحّب فيه الشرق الأوسط على نطاق واسع بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وأوضح التقرير أن طهران اعتمدت لعقود على ما تسميه "محور المقاومة"، وهو شبكة من الحلفاء والجماعات المسلحة التي دعمتها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، لكن مع قصف إسرائيل لقطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، وسّعت تل أبيب نطاق استهدافها إلى قيادات عليا خارج القطاع في جماعات مثل حماس وحزب الله، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في المؤسسة العسكرية والنووية الإيرانية، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وتعطيل قدرتهم على الرد.
وبينما يستعد الرئيس الأمريكي لزيارة إسرائيل غدًا ومن بعدها مصر، يتوقع أن يتلقى خلالها إشادة من إسرائيل والدول العربية، ولن تكون إيران ضمن الأطراف المشاركة في هذه القمة، بينما لا تزال تحاول التعافي من حرب يونيو التي استمرت 12 يومًا.
ويقول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، في تصريحات لـ"أسوشيتد برس": "من دون شك، هذه ليست لحظة فخر لإيران. نظام تحالفاتها في المنطقة بات في حالة خراب، لكن ذلك لا يعني أن محور المقاومة قد انتهى"، وفق قوله.
كما نقلت الوكالة عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله إن طهران "دعمت دائمًا أي خطة أو خطوة توقف الجرائم والإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب في غزة".
وفي المقابل، كتب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، على منصة "إكس": "بداية وقف إطلاق النار في غزة قد تكون نهاية وقف إطلاق النار في مكان آخر"، في إشارة إلى حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل العراقية الموالية لإيران.
وقال علي فتح الله نجاد، مدير مركز برلين للشرق الأوسط والنظام العالمي، في تصريحات نقلتها الوكالة: "الهدنة تعكس انهيار النفوذ الإقليمي لطهران بعد تفكك محور مقاومتها منذ 2024. وقف إطلاق النار سيفرغ القدرات العسكرية الإسرائيلية لاستخدامها ضد المصالح الإيرانية، سواء في لبنان ضد حزب الله أم مباشرة داخل إيران".
كما أشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف قبول إيران بالهدنة بأنه "خبر رائع"، في حين لا توجد أي مؤشرات على استئناف المفاوضات النووية مع طهران. وختم علي فايز حديثه للوكالة قائلًا: "الوقت لا يعمل لصالح إيران، لكن مشكلتها أن أحدًا لا يمنحها مخرجًا واضحًا. وحتى إن فُتح هذا المخرج، فلا أحد يعلم ما إذا كانت طهران ستسلكه أم لا".
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كشف في تصريحات أمس أن نتنياهو أبلغ الرئيس الروسي، أنهم لا ينوون مهاجمة إيران مجددًا، لكنه أكد أن بلاده تبقى يقظة ومستعدة لكل الاحتمالات.