كشفت دراسة أجرتها "جمعية الإنترنت الإسرائيلية" اعتماد إيران في حملات دعائية على معلومات مضللة وكاذبة، مشيرة إلى أن 70% من تلك الحملات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مبينة أن إيران استخدمت أساليب التلفيق والتزييف خلال حرب الـ12 يومًا، التي خاضتها ضد إسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي، وفق ما نقلت صحيفة "معاريف".
وأسهمت معظم المحتويات الإيرانية المزيفة في تضخيم الشعور بالدمار والفوضى، لا سيما من خلال مقاطع الفيديو والصور الموزعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانًا من خلال وسائل الإعلام التقليدية
ووفق تقدير الدراسة، فإن "التضليل الإعلامي بات جزءًا من ساحات المعارك الحديثة، وأنه لا يقل أهمية عن الصواريخ والقنابل".
وتشير نتائج الدراسة أيضًا إلى أن "وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة معركة نفسية، ويقصد بمحتواها الكاذب بث البلبلة، وإثارة الذعر، وإظهار القوة العسكرية، والإضرار بالروح المعنوية العامة للطرف الآخر".
وفي تحليل لواقع حملات إيران الدعائية خلال الحرب مع إسرائيل، قالت الدراسة إن 84% من المحتوى الإيراني الكاذب، كان عبارة عن فيديوهات، و13% صور، و3% فقط نصوص، وهو ما يؤكد اعتماد الدعاية الإيرانية في الغالب على مواد بصرية، تُروّج لها خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعرض لها المستخدمون بسرعة ومباشرة.
وتضمنت معظم الفيديوهات انفجارات وأضرارًا مادية، وصورًا تُعبر عن ذعر عام في إسرائيل خلال الحرب.
وفي تحليل آخر، تناولت الدراسة رسائل إيران المزيفة خلال حرب يونيو/ حزيران الماضي، حيث بينت أن 44% من المحتوى تناول الأضرار المادية التي لحقت بالمباني والبنية التحتية، مثل الصواريخ الإيرانية التي ادعى الإيرانيون إصابتها أبراج عزرائيلي الشاهقة في تل أبيب.
كما بينت أن 39% من المحتوى تضمن انفجارات ومحاكاة لحرائق ودخان، نتجت عن أكاذيب قصف صواريخ إيران لميناء حيفا، و15% ركز على استعراض القوة العسكرية، وإظهار شاحنات الصواريخ وهي في الطريق للإطلاق، أو مخزونات القنابل الإسرائيلية.
وبينت الدراسة كذلك أن 14% من هذه الأخبار أبرزت حالة الذعر العام، مثل مقاطع الفيديو التي أظهرت حشودًا من الناس يفرون من مراكز المدن الإسرائيلية.
وفي كثير من الأحيان، نشرت إيران عبر حملتها الدعائية مقاطع فيديو وصور قديمة جدًا، من حروب أخرى أو من أحداث لا علاقة لها بالصراع، على حد تعبير الدراسة.
وضربت مثالًا على ذلك بقيام إيران بنشر فيديو قديم من تدريب إطفاء حرائق في الصين عام 2015 على أنه هجوم إيراني على مصافي حيفا، ونشرت صورة لحريق فندق في الصين عام 2009 على أنه حريق في تل أبيب بعد هجوم صاروخي إيراني.
وفي محاولة لإثبات مدى استفادة إيران من حملتها الدعائية، قالت الدراسة إن 72% من حالات المحتوى الكاذب خدمت الجانب الإيراني بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى استفادة إيران من محتوى الذكاء الاصطناعي بنسبة 90%.