كشف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، ستار هاشمي، عن حجم الأضرار الواسعة التي لحقت بقطاع الاتصالات والاقتصاد الرقمي في البلاد جراء الحرب السيبرانية التي رافقت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، المعروفة إعلاميًا بـ"حرب الـ12 يومًا".
وقال هاشمي، خلال استجوابه من قبل البرلمان الإيراني، اليوم الثلاثاء، إن البنية التحتية الرقمية تعرضت لأكثر من 20 ألف هجوم سيبراني خلال فترة الحرب، موضحًا أن "إسرائيل كانت تشنّ في بعض الأيام قرابة 22 ألف هجوم، وقد تمكّنا من صد عدد كبير منها، رغم أن بعض الهجمات ألحقت أضرارًا بنا".
وأكد أن الخسائر المباشرة للاقتصاد الرقمي الإيراني بلغت نحو 15 ألف مليار تومان خلال شهر واحد فقط، وهو ما يعادل ميزانية سنوية لعدة وزارات في البلاد، مبينًا: "خلال كل يومين من الحرب، تكبّدنا ما يعادل ميزانية ضخمة، ما شكّل تحديًا غير مسبوق".
وفيما يتعلق بقطع الإنترنت خلال المواجهة، أشار هاشمي إلى أن هذا القرار اتُّخذ "بناءً على توصيات الجهات الأمنية والاستخبارية المختصة، بهدف الحدّ من الاختراقات والتجسّس الإلكتروني، خصوصًا مع الحديث عن استخدام طائرات مسيّرة إسرائيلية لشبكات الإنترنت المحلية"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية، لا سيما أن خبراء في المجال رفضوا هذه المزاعم ووصفوها بأنها "غير علمية".
وأكد الوزير أن نحو 30% من فرص العمل المرتبطة بالاقتصاد الرقمي قد تعطّلت نتيجة القيود والاختلالات في شبكة الإنترنت، مؤكدًا أن أكثر من 10 ملايين إيراني يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على الإنترنت في مصدر دخلهم.
وفي هذا السياق، كشفت الجمعية المهنية للأعمال الإلكترونية في إيران أن أكثر من 400 ألف مشروع تجاري صغير ومتوسط بات مهددًا بالإغلاق التام بسبب انقطاع الاتصال بالشبكة العالمية. وقدّرت الجمعية الخسائر الناجمة عن كل ساعة من الانقطاع بأكثر من 1.5 مليون دولار.
من جانبه، قال المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان، عباس غودرزي، إن "الحرب السيبرانية على إيران بدأت قبل يومين من بداية الحرب العسكرية واستمرت حتى يومين بعد وقف إطلاق النار"، مضيفًا أن الهجمات استهدفت منشآت حيوية وبنى تحتية رقمية، مؤكدًا أن "الجهات الإيرانية المعنية تمكّنت من إدارة جزء كبير من هذه التهديدات".
وتعاني إيران منذ سنوات من أزمات متكررة في البنية الرقمية وقيود مشددة على الوصول إلى الإنترنت العالمي، ما يجعل أي تصعيد سيبراني ذا أثر بالغ على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وخاصة في ظل ازدهار نسبي لبعض مجالات العمل الرقمي خلال السنوات الأخيرة.
