حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم العربي

مواجهة معقدة.. هل يعود "داعش" إلى الرقة؟

مواجهة معقدة.. هل يعود "داعش" إلى الرقة؟
عناصر في تنظيم داعش المصدر: yandex
06 ديسمبر 2024، 4:35 م

تشكل مدينة الرقة السورية قِبلة تنظيم داعش المنشودة، حيث كان قد أعلن فيها مركزية "خلافته" بزعامة أبو بكر البغدادي عام 2014، بعد معارك دامية بين التنظيم والفصائل المسلحة.

أخبار ذات علاقة

قائد "قسد" مظلوم عبدي

قسد: داعش بدأ التحرك شرق سوريا واستعاد بعض المناطق

ومع تقدم فصائل المعارضة المسلحة السورية، اليوم، في حلب وحماة وحمص، أعلن الجيش السوري انسحابه من الرقة تاركًا المدينة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".

فراغ أمني

ويرى خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة أن الفراغ الأمني الذي تركه الجيش السوري في الرقة سيسهم في عودة التنظيم للمدينة، لا سيما مع تركز مجاميع التنظيم في بادية دير الزور الشرقية.

وقال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أحمد الربيعي، لـ"إرم نيوز"، إن "لمدينة الرقة رمزية لدى تنظيم داعش، لا سيما أنها كانت مهد ما يسمى "الدولة الإسلامية"، التي أعلنها أبو بكر البغدادي".

وأضاف الربيعي أن "إمكانية عودة داعش للرقة محتملة وبنسبة 70% لا سيما مع تقدم الفصائل المدعومة من تركيا في الشمال السوري، إلا أن ذلك لن يكون في المستقبل القريب، فقد يحاول التنظيم استغلال حالة الفوضى أو انشغال الأطراف المختلفة بالنزاعات لتحقيق مكاسب جديدة".

 

مؤشرات العودة 

وتعتمد عودة تنظيم داعش للرقة على عدة عوامل سياسية وعسكرية وإقليمية، بحسب الخبير أحمد الربيعي، ومنها سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة.

وبين أن "دعم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يمكن أن يؤخر أو يحد من إمكانية عودة داعش إلى الرقة، إلا أن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلاً فيما إذا أعاد التنظيم ترتيب أوراقه وهيكليته شرقي المدينة وجنوبها".

وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، مظلوم عبدي، أكد، اليوم الجمعة، أن التطورات الأخيرة أدت إلى زيادة ملحوظة في تحركات تنظيم داعش في مناطق البادية السورية وريف دير الزور والرقة.

وأشار مظلوم إلى أن "التنظيم تمكن من استعادة بعض الأراضي في تلك المناطق، ما يشكل تهديدًا أمنيًا متصاعدًا، مشيراً إلى استمرار التنسيق مع التحالف الدولي لمواجهة أي تهديد محتمل من تنظيم داعش.

أخبار ذات علاقة

مقاتلان ينتميان لفصائل المعارضة في حلب

انسحاب واسع للمقاتلين الأكراد من حلب إلى الرقة

 

خلايا نائمة

ويقول الخبير الأمني والعسكري، علي الشمري، إن "التنظيم يعاني ضعفًا كبيرًا بعد هزيمته في العراق وسوريا، وعملياته حاليًا تقتصر على هجمات صغيرة وخلايا نائمة، وعملية العودة إلى السيطرة على مدينة بحجم الرقة تتطلب قوة بشرية وتنظيمية لا يبدو أن التنظيم يملكها حاليًا، لكن يمكن أن تتوفر له الظروف وفق معطيات المرحلة المقبلة".

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "داعش حاليًا يعتمد على سياسة حرب الاستنزاف، بدلاً من السيطرة المباشرة على الأراضي، عبر استغلال الفوضى في مناطق أخرى، ما قد يكون أكثر احتمالاً من محاولته العودة للرقة".

وأوضح أنه "في الميزان العسكري فإن التنظيم غير قادر على العودة إلى الرقة، لكن بقراءات أخرى تعتمد على أننا نتعامل مع مجاميع تتخذ من حرب العصابات أسلوبا لها، فهناك احتمالية للعودة، خصوصًا أن التنظيم يعتمد أسلوب الصدمة والرعب في ترويع الفصائل الأخرى عبر الإيغال بالقتل".

 

العامل الإقليمي 

وتعد الرقة حاليًا من أهم المفاصل التي يمكن أن تتقاتل عليها الأطراف الإقليمية المتنازعة، خصوصًا أن سيطرة "قسد" على المدينة يمكن أن تدفع حلفاء تركيا من الفصائل للتوجه لقتالها.

هذا في الوقت الذي تخشى فيه تركيا والولايات المتحدة من صعود تنظيم داعش مرة أخرى وعلو كعبه على الفصائل العاملة في سوريا.

ويقول الخبير الاستراتيجي، محمود هاشم، لـ"إرم نيوز"، إن "الأطراف الإقليمية والدولية، بما في ذلك تركيا وروسيا والولايات المتحدة، لديها مصلحة في منع عودة التنظيم، ما يجعل أي محاولة له عرضة للرد العسكري".

واستدرك بالقول إن "سيطرة قسد على المدينة قد تدفع الفصائل الموالية لتركيا للتحرك نحو الشرق السوري والتضحية بفتح ثغرة عودة التنظيم على حساب منع تمدد قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الكردية المتحالفة معها في تلك المناطق وإبعادها عن حلب مركز تلك الفصائل".

وحول ذلك، كشف أحد ضباط الاستخبارات العراقية، لـ"إرم نيوز"، عن وجود المئات من عناصر التنظيم في بادية دير الزور وبالقرب من مدينة الرقة تحديدًا.

وقال، لـ"إرم نيوز"، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن "الاستخبارات العراقية تتبادل المعلومات مع التحالف الدولي حول تحركات التنظيم على محوري العراق وسوريا، والمعلومات المتوفرة تشير إلى وجود مئات المقاتلين من داعش في بادية دير الزور".

وأضاف أن "مراكز القيادة والسيطرة في تنظيم داعش كلها موجودة في سوريا، وحتى القيادات أو ما يسمى "الولاة" الخاصون بما يسمونه "ولاية العراق" توجد معظمها في الجانب السوري، لما يوفره الفراغ الأمني وتعدد الجهات على الأرض بين الجيش السوري والفصائل المتناحرة أصلًا، من ملاذات آمنة للتنظيم".

وكانت قوات الجيش السوري قد انسحبت من عدة مواقع في ريف الرقة، وأخلت مواقعها فجأة، ما دفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى الانتشار في المناطق التي تم إخلاؤها لتعزيز الدفاعات، خاصة مع ورود تقارير تفيد بزيادة نشاط خلايا التنظيم في المنطقة الأسابيع الماضية.

وتزامنت عملية الانسحاب مع تحليق مكثف للطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي، في إشارة إلى استعدادات أمنية لمواجهة أي تهديد محتمل، خصوصًا مع تصاعد الهجمات التي استهدفت نقاطًا عسكرية وأمنية يُعتقد أن داعش يقف وراءها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC