يشهد مسار المفاوضات بشأن صفقة جديدة في غزة أجواء ضبابية وسط تحليلات متضاربة أبرزها الإعلام العبري حول موقف كل من إسرائيل وحماس.
القناة 13 العبرية نقلت عن "مسؤول إسرائيلي كبير" لم تكشف هويته، الجمعة، أن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن لم تتوقف، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يتم تلقي أي "رد رسمي" من حماس حتى الآن بشأن المقترح الأخير.
وتتمسك إسرائيل، بدعم كامل من الولايات المتحدة، بخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي تتحدث عن إطلاق سراح نحو نصف الرهائن في بداية الاتفاق والتفاوض على شروط إنهاء الحرب لمدة 40 يوما.
وصرح رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية الخميس، أن الحركة ترفض الاقتراح الإسرائيلي بشأن صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، معلنا رغبة حماس في صفقة شاملة.
ومن ناحيتهم أصدر ذوو الرهائن الإسرائيليين بيانا تناولوا فيه حالة المفاوضات وطالبوا أصحاب القرار بالتوصل إلى اتفاق يعيد جميع المختطفين الـ59 أحياء وأمواتا دفعة واحدة، حسب وسائل إعلام عبرية.
واتهم ذوو الرهائن الحكومة الإسرائيلية وحماس بإضاعة الوقت من أجل مكاسب سياسية، قائلين "نحن هنا اليوم بعد محاولة فاشلة أخرى لبدء صفقة لإطلاق سراح المختطفين. منذ انهيار الاتفاق السابق وحتى الآن، لم تُطرح أي مبادرة إسرائيلية على الطاولة لإعادة الجميع مقابل إنهاء الحرب".
وأكدوا، في تصريحات شبيهة بكلمات الحية، أن نتنياهو لا يريد إلا مصلحته ولا يفكر أبدا في الرهائن، رافضين صفقات نتنياهو الجزئية، في توافق مع موقف حماس.
ومن جهته أكد مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة معاريف العبرية أن هذا استمرار للحرب النفسية التي تشنها حماس، مؤكدا أن الحركة تعاني من "حالة هستيرية" نتيجة الضغوط العسكرية والسياسية واللوجستية التي تمارس عليها.
في المقابل، ترى صحيفة يسرائيل هايوم العبرية أن حماس نالت عدة دفعات معنوية، بعد عودة آدم بوهلر إلى المشهد كمستشار ترامب للرهائن، عقب استبعاده لفترة بإيعاز من إسرائيل بعد مباحثاته المباشرة مع حماس.
كما تعمل حماس على اللعب على وتر الخلافات الداخلية الإسرائيلية حول الحرب وضرورة إعادة الرهائن فورا، مع تعاظم حملة رافضي قوات الاحتياط من مختلف الأسلحة للاستدعاء، مطالبين بوقف الحرب وإنقاذ الرهائن والجنود.
وكذلك تتوالى الانتقادات لخطة دفع سكان غزة إلى "الهجرة الطوعية"، التي لا تحقق هدفها حتى الآن، رغم الضغوط القاسية على سكان القطاع.
ويتزايد الجدل بين المستوى السياسي والمؤسسة العسكرية في إسرائيل حول عودة توزيع المساعدات بعيدا عن حماس، ما يزيد الضغط على نتنياهو ويخدم أجندة حماس، وفقا للصحيفة العبرية.